الصحة العالمية تحذر من ارتفاع إصابات كورونا حول العالم
كشفت منظمة الصحة العالمية فى بيان جديد لها، إنه في كل مرة نركن إلى الاستكانة تجاه فيروس كورونا، نفاجأ بعودة ظهوره، فلا يتعين خفض مستوى يقظتتنا.
وقالت المنظمة إنه ما زال العالم يعاني من تبعات تفشي فيروس كورونا، مع قرب إتمام الفيروس عامه الثالث، فالعديد من الدول ما زالت تعاني من زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا ومتحوراته، مع تخلي معظم الدول حول العالم عن الإجراءات الاحترازية.
أما في الصين التي تتبع استراتيجية “صفر كورونا”، فقد واجهت السلطات الصينية مزيدا من حالة الغضب العام، الخميس، بعد إلقاء اللوم عليها في وفاة طفل ثان بسبب التطبيق الصارم لتدابير مكافحة فيروس كورونا، ما زاد من حالة الإحباط بسبب الضوابط التي تحصر ملايين الأشخاص في منازلهم، وتسببت في مشاحنات بين سكان وعاملين في مجال الرعاية الصحية.
وتوفيت رضيعة تبلغ من العمر 4 أشهر، بعد إصابتها بالقيء والإسهال أثناء وجودها في الحجر الصحي بأحد الفنادق في مدينة تشنجتشو وسط البلاد، بحسب تقارير إخبارية ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، نقلتها “أسوشييتد برس”.
وذكرت هذه التقارير أن والدها استغرق 11 ساعة للحصول على المساعدة الطبية بعد أن رفضت سلطات الطوارئ التعامل معهم، لكن تم إرسالها أخيرا إلى مستشفى على بعد 100 كيلومتر.
ووفقا لما كرته التقارير، فقد أبقت استراتيجية “صفر كوفيد” أعداد العدوى في الصين أقل من المسجلة في الولايات المتحدة ودول كبرى أخرى، لكنها أغلقت أحياء ومدارس وشركات لأسابيع، ويشتكي سكان بعض المناطق من تركهم دون طعام وأدوية، وأدى الارتفاع الحاد في الإصابات خلال الأسبوعين الماضيين إلى محاصرة المسؤولين لعائلات في شققهم الضيقة في مناطق بجميع أنحاء الصين، وأمرت بإخضاع أشخاص للحجر الصحي إذا عثر على إصابة واحدة في مكان عملهم أو حيهم.
وأعلنت لجنة الصحة الوطنية، الخميس، أن الصين سجلت 23,276 إصابة جديدة بفيروس كورونا أمس، منها 2388 إصابة مصحوبة بأعراض و20,888 بدون أعراض، وفقا لـ”رويترز”.
وفي أمريكا، قالت كاريسا إتيان، مديرة منظمة الصحة الدولية للأمريكتين ، إنهما شهدتا زيادة بنسبة 17% في حالات الإصابة بفيروس كورونا وإن الوفيات زادت في أمريكا الجنوبية وأميركا الوسطى خلال الأسبوع الماضي.
وأضافت إتيان: “في كل مرة نركن إلى الاستكانة تجاه هذا الفيروس، نفاجأ بعودة ظهوره، لا يتعين خفض مستوى يقظتنا”، مضيفة، إن حالات الإنفلونزا الموسمية آخذة في الازدياد أيضا بعد عامين من انتشارها دون المتوسط.
وقالت منظمة الصحة العالمية للبلدان الأمريكية، إنه بعد عامين من انخفاض العدوى الموسمية، تتزايد إصابات الجهاز التنفسي بشكل كبير، مما يكثف الضغط على المكسيك والبرازيل وأوروجواي والأنظمة الصحية الأمريكية.
وقالت إتيان: “إصابات الجهاز التنفسي المختلفة تتزايد في الوقت نفسه مما يجب أن يضعنا جميعا في حالة تأهب”.
وفي إفريقيا، حث مسؤول كبير بالصحة العامة في إفريقيا، اليوم الخميس، السلطات في جميع أنحاء القارة على تكثيف اختبارات كورونا وسط ارتفاع مقلق لحالات الإصابة الجديدة في بعض البلدان.
وقال الدكتور أحمد أوجويل، القائم بأعمال رئيس المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إن القارة التي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة شهدت زيادة بنسبة 37% في الحالات الجديدة خلال الأسبوع الماضي، مضيفا، إنه خلال الأسابيع الأربعة الماضية كان هناك ارتفاع بنسبة 11% في الحالات الجديدة.
وأضاف: “لا يزال كورونا هنا بالتأكيد معنا، وفي الواقع، عندما ننظر إلى الأرقام، نرى أن هناك بعض الدول الأعضاء التي تتجه بالفعل إلى موجة جديدة ونحن نراقب ذلك عن كثب، عندما يكون لدينا تحليل واضح، في الأسبوع المقبل سنكون قادرين على إبلاغكم ما إذا كانت الموجات الجديدة مستمرة أو تم السيطرة عليها بسرعة”.
لم يذكر الدول التي تواجه موجة جديدة من الإصابات، لكن جنوب إفريقيا إحداها، كان الاقتصاد الجنوب إفريقي الأكثر تقدماً في إفريقيا هو الأكثر تضررا من كوفيد-19، ومصدرا للجزء الأكبر من الحالات والوفيات المؤكدة.
وقد أصابت كورونا حوالي 12.1 مليون شخص في 54 دولة في إفريقيا، وهو ما يمثل 2% من الحالات على مستوى العالم، وتوفي ما لا يقل عن 256 ألف شخص، وفقًا للأرقام الصادرة عن المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
ولا تزال معدلات التطعيم في إفريقيا منخفضة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى نقص الإمدادات وأيضا بسبب التردد لدى البعض، تم تطعيم 25% فقط من سكان إفريقيا بشكل كامل وتلقى أقل من 3% جرعات معززة.
قال أوجويل، إنه في وسط “هذه الظاهرة التي نشهدها من ارتفاع في الأعداد”، يجب على السلطات الصحية الوطنية التركيز على إجراء اختبارات لمزيد من الأشخاص للكشف عن كورونا.
وأوضح، إنه عندما نرى ارتفاع الأعداد وعمليات الاختبار منخفضة نسبيا، فهذا مؤشر على أننا بحاجة إلى توخي الحذر في الأماكن العامة، ونحتاج أيضا إلى الحصول على التطعيم لتجنب حالات المرض الخطيرة وحتى الموت عند تعرض الشخص للإصابة بفيروس كورونا نحن نعرف ما يتعين علينا القيام به”.