المتحف المصري الكبير..أيقونة ثقافية عالمية على أعتاب الافتتاح الرسمي

سياحة

استمع الي المقالة
0:00

المتحف المصري الكبير: أيقونة ثقافية عالمية على أعتاب الافتتاح الرسمي

يترقب العالم أجمع، بشغف ولهفة، افتتاح المتحف المصري الكبير (GEM)، الصرح الثقافي الأضخم والأكثر تطورًا في العالم المخصص لحضارة واحدة. يُعد هذا المتحف، الذي يقع على مقربة من أهرامات الجيزة الخالدة، تتويجًا لسنوات طويلة من العمل الشاق والتخطيط الدقيق، ليُمثل هدية مصر للعالم، ويعكس عظمة تاريخها وتفرد إنجازاتها الحضارية. ومع قرب الموعد الرسمي لافتتاحه، تتصاعد وتيرة الاستعدادات لتنظيم احتفالية عالمية تليق بهذا الحدث التاريخي المنتظر.


موعد الافتتاح والتجهيزات النهائية:

أُعلن رسميًا أن يوم الخميس 3 يوليو 2025 هو الموعد المنتظر للافتتاح الكامل والرسمي للمتحف المصري الكبير، وذلك تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية المصرية. تُجري الدولة المصرية حاليًا استعدادات مكثفة وغير مسبوقة لإنجاح هذه الاحتفالية العالمية التي من المتوقع أن يحضرها عدد كبير من ملوك ورؤساء دول العالم وكبار الشخصيات الدولية والكيانات العالمية.

تشمل هذه التجهيزات:

تطوير شامل للمنطقة المحيطة بالمتحف والأهرامات: لتحسين البنية التحتية والمظهر العام للمنطقة.

تحسين الطرق المؤدية إلى المتحف: لضمان سهولة الوصول للوفود والزوار.

تحديث منظومة الإضاءة والهوية البصرية: لإبراز جمال المتحف ومعروضاته.

تجهيز مطار سفنكس الدولي: لاستقبال الوفود الرسمية والسياح.

وفي إطار الاستعدادات النهائية، سيتم إغلاق المتحف بشكل مؤقت أمام الزوار اعتبارًا من 15 يونيو 2025 وحتى 5 يوليو 2025، وذلك لإتمام الأعمال التنظيمية واللوجستية الأخيرة داخل المتحف وضمان سير الاحتفالية بسلاسة.


مسيرة بناء المتحف ومراحله:

لم يأتِ هذا الإنجاز من فراغ، بل مر المتحف المصري الكبير بمراحل متعددة من البناء والتطوير على مدار عقدين من الزمن:

المرحلة الأولى (2002-2008): ركزت على الدراسات الهندسية والتخطيطات وتنظيم مسابقة التصميم العالمية.

المرحلة الثانية (2005-2010): تضمنت تأهيل الموقع، وبدء أعمال التأسيس لمركز ترميم الآثار، الذي يُعد الآن أحد أكبر مراكز الترميم في الشرق الأوسط.

المرحلة الثالثة (2008-2022 وما بعدها): شملت تشييد صالات العرض المتحفية، والمبنى الرئيسي، والمرافق التابعة مثل متحف الطفل، السينما، المسلة، والممشى السياحي.

وقد بدأ المتحف في تشغيل تجريبي جزئي لعدد من القاعات والمناطق الخدمية منذ 16 أكتوبر 2023، وشهد إقبالًا كبيرًا من الزوار، مما أتاح فرصة للجمهور للتعرف على جزء من عظمته قبل الافتتاح الرسمي.


كنوز المتحف وتجربة الزوار:

يُقدم المتحف المصري الكبير تجربة فريدة للزوار، فهو ليس مجرد مكان لعرض الآثار، بل هو صرح ثقافي وتفاعلي يُجسد الحضارة المصرية القديمة بأحدث التقنيات:

المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون: لأول مرة، سيتم عرض جميع مقتنيات الملك الذهبي التي تبلغ حوالي 5600 قطعة في مكان واحد، مما يُتيح للزوار فرصة لمشاهدة هذا الكنز الأثري كاملاً.

الدرج العظيم: يُزين الدرج العظيم بقطع أثرية ضخمة وفريدة، مما يُقدم رحلة بصرية مذهلة للزوار.

صالات العرض التفاعلية: تم تصميم قاعات العرض لتصطحب الزوار في رحلة زمنية عبر ثلاثة مواضيع رئيسية: المجتمع، الملكية، والمعتقدات، مع استخدام أحدث أساليب وتقنيات العرض المتحفي.

مرافق متكاملة: يضم المتحف مركزًا لترميم الآثار، مكتبات متخصصة، قاعات عرض لذوي القدرات الخاصة، فصولًا للحرف والفنون، ومناطق ترفيهية، بالإضافة إلى المسلة المعلقة التي تُعد إنجازًا هندسيًا فريدًا.

إن افتتاح المتحف المصري الكبير هو أكثر من مجرد حدث ثقافي؛ إنه بيان من مصر للعالم بأن حضارتها الخالدة لا تزال تلهم الحاضر وتُشكل المستقبل. إنه دعوة لاستكشاف الأسرار، وتجربة التاريخ، والاحتفال بعبقرية الإنسان المصري القديم.