دهون البطن تهديد خفي: دراسة تكشف كيف يُسرّع التوزيع الحشوي للدهون شيخوخة الدماغ وانكماش المادة الرمادية
أشارت دراسة متقدمة في مجال الشيخوخة العصبية إلى أن نوع ومكان تخزين الدهون في الجسم له تأثير مُباشر على معدل شيخوخة الدماغ. لم يعد الأمر مُتعلقاً بوزن الجسم الإجمالي فحسب، بل بكيفية توزيع هذا الوزن. تُؤكد النتائج أن الدهون الحشوية (Visceral Fat) المُتراكمة حول الأعضاء الداخلية في منطقة البطن، تُشكل تهديداً خفياً يُسرّع من تدهور الهياكل الدماغية ويُضعف الوظيفة الإدراكية.
1. التباين بين أنواع الدهون وتأثيرها على الدماغ
تُركز الدراسة على المُقارنة بين نوعين رئيسيين من الدهون وتأثيرهما على الدماغ:
- الدهون الحشوية (الضارة): هي الدهون العميقة التي تُحيط بالكبد والأمعاء. تُعتبر هذه الدهون نشطة أيضياً (Metabolically Active) وتُطلق كميات كبيرة من المُركبات الالتهابية والهرمونات التي تنتقل عبر الدم إلى جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الدماغ.
- الدهون تحت الجلدية (الأقل ضرراً): هي الدهون المُتراكمة تحت الجلد مُباشرة، وغالباً ما تتراكم في الفخذين والأرداف (Gluteofemoral). تبيّن أنها أقل ارتباطاً بالآثار السلبية على صحة الدماغ.
2. 5 آليات لشيخوخة الدماغ المُتسارعة
يُحدث تراكم الدهون الحشوية أضراراً هيكلية في الدماغ عبر الآليات التالية:
- الالتهاب الجهازي المُزمن: تُؤدي المُركبات الالتهابية الصادرة عن دهون البطن إلى التهاب مُزمن ومنخفض الدرجة يُلحق الضرر بالأوعية الدموية الدقيقة في الدماغ ويُضعف الخلايا العصبية.
- انكماش المادة الرمادية: لاحظ الباحثون أن ارتفاع مستويات الدهون الحشوية يرتبط بشكل مُباشر بانخفاض حجم المادة الرمادية في مناطق الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والتفكير، مما يُعطي الدماغ مظهراً “أكبر سناً” من عمر الشخص الحقيقي.
- تدهور التوصيل العصبي: يُؤثر الالتهاب على المادة البيضاء، المسؤولة عن نقل الإشارات بين مناطق الدماغ. هذا التلف يُعيق كفاءة الاتصال العصبي ويُبطئ مُعدل المُعالجة المعرفية.
- تأثير مقاومة الأنسولين: يرتبط ارتفاع الدهون الحشوية بمقاومة الأنسولين، وهي حالة تُؤثر على قدرة خلايا الدماغ على استخدام الجلوكوز كوقود، مما يُعيق وظيفتها.
- زيادة خطر الخرف: يُشير تسارع شيخوخة الدماغ إلى زيادة مُحتملة في خطر الإصابة بالتدهور الإدراكي والخرف (مثل مرض الزهايمر) لاحقاً في الحياة.
خاتمة
إن العلاقة بين توزيع الدهون وشيخوخة الدماغ تُقدم دليلاً قوياً على أهمية علاج السمنة البطنية كجزء من استراتيجية الوقاية العصبية. إن تقليل دهون البطن هو استثمار مُباشر في بقاء القدرات العقلية حادة.












