البلطجة «ترند» المراهقين.
بقلم/ الكاتبة الروائية سها العسكري
البلطجة هي إحداث أذى متعمد، سواء جسديًا أو لفظيًا أو نفسيًا. وهي تتراوح بين الضرب والشتائم والتهديدات والسخرية. البلطجي هو شخص يشعر بنقص لعدم قبوله في المجتمع، لأن افكاره عادة تكون ضد المجتمع، فهو يتشرب أمور البلطجة ممن يعتقد أن لديهم القدرة على السيطرة على من حولهم. يحاول البلطجي أن يفرد عضلاته على الإنسان الملتزم، ويُخيف من يراه أفضل منه في النشأة والتربية؛ باستخدام القوة وأحيانًا السلاح.
غالبًا ما يتردد الأطفال في إخبار أهاليهم بتعرضهم للبلطجة، حيث يشعرون وقتها بالخجل والعار والضعف.
فعزيزتي الأم، إذا قام طفلك بإخبارك عن بلطجة تعرض لها، قدمي له استراتيجيات التعامل مع هذا الأمر، وساعديه في استعادة الثقة بالنفس.
أولًا، اشكري طفلك على كونه شجاعًا بما يكفي لإخبارك بما حدث له.
ذكري طفلك أنه ليس وحده، وأنك موجودة دائمًا لمساندته.
طمئني طفلك أنكما ستتمكنان معًا للتوصل إلى حل، حيث يمكنك الاستعانة بأحد إخوته الكبار أو فرد من الأهل أو حتى صديق مقرب.
حذري طفلك دائمًا بأن يحاول بقدر المستطاع تجنب حدوث أي احتكاك مع الطفل البلطجي، ولا يُظهر غضبه أو حتى يبكي أمامه، لأن ذلك يُشعر البلطجي بأنه أكثر قوة.
وعمومًا، فإن تجاهل الطفل البلطجي وشعوره بأن الشخص الذي أمامه لا يبالي بأفعاله السخيفة، سيشعر وقتها بالملل ويتوقف في نهاية المطاف.
أسباب أنتشار البلطجة
يفترض الباحثون أن الطفل البلطجي يعاني تدني احترام الذات، وفقرًا في المهارات الاجتماعية، أحيانًا يكونون أنفسهم ضحايا للبلطجة.
وأيضًا من أكثر الأسباب شيوعًا، التفكك الأسري، وسوء أخلاق من قاموا بتربية الطفل البلطجي، حيث يزرع فيه الأهل إرهاب خلق الله.
أما إذا كان ابنك هو من يمارس البلطجة، فيوصي الخبراء بأن:
تُتيحي له كثيرًا من الوقت لتفريغ طاقته بطريقة سليمة؛ كالرياضة مثلًا.
علمي طفلك التعبير عن الغضب بطريقة مقبولة اجتماعيًا.
اخلقي له فُرصًا يمارس فيها شخصيته القيادية بشكل إيجابي.
وعلى أجهزة الأمن عمومًا، سواء في النادي أو المدرسة أو حتى في الشوارع، ردع من يمارس هذا السلوك حتى لا تعم الفوضى، ولا نترك البلطجة تنتشر، فنحن لسنا في عصر الفتونة.
وفي الصحيحين، عن عبدالله بن عمرو، رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله تعالى عنه».