كيف حولت كيلي روكلين 100 دولار إلى 230 ألفًا سنويًا من شغف جانبي إلى ثروة

بيزنس

استمع الي المقالة
0:00

من فقدان الوظيفة إلى إمبراطورية كيف حولت كيلي روكلين 100 دولار إلى 230 ألفًا سنويًا من شغف جانبي إلى ثروة

في عالم تتسارع فيه وتيرة التغيرات الإقتصادية، تبرز قصص نجاح ملهمة تُثبت أن الأزمات قد تكون في طياتها فرصًا لا تُقدّر بثمن.

من بين هذه القصص، تتألق حكاية الشابة الثلاثينية كيلي روكلين، التي حولت شغفها الجانبي إلى مشروع يدر عليها مئات الآلاف من الدولارات سنويًا، مستفيدة من أقل من 100 دولار كرأس مال مبدئي.

إنها قصةٌ تُجسد المرونة، الرؤية الثاقبة، والقدرة على تحويل التحديات إلى نجاحات باهرة.

نقطة تحول : الأزمة تفتح أبواب الفرص

في أغسطس 2023، وجدت كيلي روكلين نفسها في مفترق طرق حاسم عندما فقدت وظيفتها المرموقة في مجال التسويق.

بالنسبة للكثيرين، قد يكون هذا الموقف مدعاة للذعر والقلق، لكن كيلي، التي تبلغ من العمر ثلاثين عامًا، إختارت أن ترى فيه فرصة ذهبية.

وبدلًا من الإستسلام لليأس، قررت تحويل شغفها بإنتاج المحتوى إلى مهنة بدوام كامل، وهو قرار أثمر عن شعورها بـ “الأمان المهني والمالي” الذي لم تختبره من قبل.

كانت كيلي، المقيمة في ولاية أوريغون الأمريكية، تُكرس حوالي 15 ساعة أسبوعيًا لإنتاج ما يُعرف بـ “المحتوى المُنشأ من المستخدمين (UGC)”.

هذا النوع من المحتوى يتمثل في مقاطع فيديو قصيرة تُستخدم غالبًا لتقييم المنتجات على منصات التجارة الإلكترونية مثل أمازون، أو تُعرض على حسابات العلامات التجارية في وسائل التواصل الإجتماعي، وذلك وفقًا لما صرحت به لشبكة CNBC.

رحلة صعود : من الديون إلى دخل مكون من ستة أرقام

لم تكن رحلة كيلي في عالم UGC وليدة اللحظة؛ فقد بدأت مسيرتها في هذا المجال في أوائل العشرينات من عمرها.

ومع ذلك، بحثت عن الإستقرار بعد تجربة غير موفقة مع أحد المؤثرين على يوتيوب إنتهت بدعوى قضائية.

في عام 2018، إنضمت كيلي إلى وكالة تسويق، لكنها عادت إلى إنتاج المحتوى في عام 2020 بعد أن وجدت نفسها غارقة في ديون بلغت 25 ألف دولار نتيجة لمشروع ناشئ فاشل.

من خلال الترويج لنفسها بذكاء عبر وسائل التواصل الإجتماعي، بدأت كيلي في جذب العملاء تدريجيًا.

وبحلول عام 2022، كانت تحقق دخلًا سنويًا تجاوز 142 ألف دولار من هذا العمل الجانبي.

ومع إستمرارها في التطور وتوسيع نطاق أعمالها، إرتفع دخلها بشكل لافت في عام 2024 ليصل إلى 233 ألف دولار، محققة هامش ربح صافٍ مذهل بلغ 95% من هذا المبلغ.

صناعة المحتوى المُنشأ من المستخدمين : سوق بمليارات الدولارات

تُشير الإحصائيات إلى النمو الهائل لصناعة UGC؛ فوفقًا لمنصة Collabstr، بلغت قيمة هذه الصناعة حوالي 7.6 مليار دولار في عام 2024، وذلك ضمن سوق التسويق عبر المؤثرين الذي تجاوز 22 مليار دولار.

هذا النمو المتزايد يُعكس الطلب الكبير على المحتوى الأصيل والموثوق الذي يوفره صانعو محتوى UGC.

اليوم، لا تكتفي كيلي بإنتاج المحتوى فحسب، بل تدير أيضًا شركة إستشارية خاصة بها تحت اسم “UGC Pro”.

من خلال هذه الشركة، تُقدم كيلي خدمات إستشارية للشركات، بالإضافة إلى دورات تدريبية ومحتوى إرشادي قيّم لصانعي المحتوى الطموحين الذين يسعون لدخول هذا المجال الواعد.

توضح كيلي أن هناك فرقًا جوهريًا بين كونك صانع محتوى UGC وبين كونك مؤثرًا: “لا تحتاج إلى جمهور ضخم على وسائل التواصل الإجتماعي

بل إلى مهارات أساسية في كتابة النصوص الجذابة، والتصوير الإحترافي، والمونتاج الفعال، بالإضافة إلى القدرة على التفاوض ببراعة مع العلامات التجارية”.

كيف تبدأ مشروعك الخاص بأقل التكاليف؟

لعل أحد أكثر الجوانب إثارة في قصة كيلي هو التكلفة المنخفضة لبدء هذا المشروع. تؤكد كيلي أن كل ما تحتاجه للبدء هو حوالي 100 دولار فقط.

تشمل هذه الأدوات الأساسية : هاتف ذكي بكاميرا جيدة، ميكروفون صغير لضمان جودة الصوت، إضاءة جيدة (يمكن أن تكون حلقة ضوئية بسيطة)، وحامل ثلاثي لتثبيت الهاتف.

أما النجاح الحقيقي، فيعتمد بشكل كبير على مدى إستعداد الفرد للعمل الجاد والمثابرة في البداية، خاصة إذا لم تكن لديه خلفية قوية في مجال التسويق.

مع تزايد شعبية الفيديوهات القصيرة على منصات مثل تيك توك، تتجه الشركات بشكل متزايد نحو محتوى UGC كخيار أكثر فعالية من حيث التكلفة مقارنة بالتعاون مع المؤثرين التقليديين.

فبينما قد يتقاضى المؤثر آلاف الدولارات لنشر فيديو واحد على حسابه، يمكن لصانع محتوى UGC أن يتقاضى ما بين 500 إلى 750 دولارًا لإنتاج فيديو مدته 15 ثانية دون الحاجة لنشره على حسابه الشخصي، مما يوفر للشركات مرونة أكبر وتكاليف أقل.

ومع ذلك، تُحذر كيلي : “المجال سيصبح أكثر تنافسية مع تزايد عدد الداخلين إليه.

ومع ذلك، طالما أنك تستطيع أن تُحقق عائدًا إستثماريًا للعلامات التجارية التي تتعاون معها، فسيظل هناك طلب مستمر على خدماتك”.

تُقدم قصة كيلي روكلين نموذجًا حيًا لكيفية تحويل الشغف إلى عمل تجاري ناجح ومستدام، حتى مع رأس مال محدود.

إنها دعوة للتفكير خارج الصندوق وإغتنام الفرص في عالم يتغير بإستمرار.