أول فندق سياحي في الفضاء يفتح الحجز المتعة الكبرى تبدأ بـ 5 أيام انعدام جاذبية

سياحة

استمع الي المقالة
0:00

بعد أن كانت السياحة الفضائية حكراً على حفنة من الأثرياء المغامرين عبر رحلات قصيرة، تشهد الصناعة تحولاً نوعياً في 2025 مع اقتراب إطلاق أول “فندق فضائي تجاري” في مدار الأرض المنخفض. هذا المشروع، الذي تتبناه شركة Vast بالتعاون مع SpaceX، يهدف إلى إضفاء الطابع التجاري الكامل على السفر خارج الغلاف الجوي، وجعل الإقامة الفضائية تجربة سياحية حقيقية.

المحطة، التي أُطلق عليها اسم “هيفن-1” (Haven-1)، ستكون في الأساس محطة فضاء تجارية مخصصة للسياحة والأبحاث الخاصة، ومن المقرر أن تستقبل أول طاقم سياحي لها في مهمة تدعى “فضاء في الذاكرة” (Space Memory). هذه الرحلة لن تكون مجرد نظرة خاطفة من نافذة، بل إقامة ممتدة تصل إلى خمسة أيام في حالة انعدام الوزن، مع إطلالات بانورامية على كوكب الأرض لا تضاهيها أي تجربة سياحية أرضية.

تكلفة هذه التجربة لا تزال باهظة، حيث تبلغ حوالي 55 مليون دولار للمسافر الواحد في الرحلات المدارية المماثلة التي أطلقتها “سبيس إكس” سابقاً لـ محطة الفضاء الدولية، لكن شركات الفضاء التجارية تؤكد أن المنافسة وزيادة عدد الرحلات، وتطور الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام (مثل Starship)، سيخفض هذه التكلفة تدريجياً لفتح الباب أمام شريحة أوسع من الأثرياء والمؤسسات.

الخدمات داخل المحطة الفضائية الجديدة مصممة لتكون فاخرة بالمعايير الأرضية:

  • وحدات المعيشة الفاخرة: تم تصميم الكبائن لتوفير أقصى قدر من الراحة في بيئة الجاذبية الصغرى، مع نوافذ كبيرة تسمح بمشاهدة شروق وغروب الشمس 16 مرة يومياً.
  • الاتصال الأرضي المعزز: سيتمكن النزلاء من بث تجاربهم مباشرة عبر الإنترنت بفضل خدمات اتصال متطورة، مما يحول السائح إلى “رائد فضاء مؤثر” (Astro-Influencer).
  • الأنشطة الترفيهية الفضائية: تشمل الأنشطة المتاحة ممارسة الرياضات الخفيفة في انعدام الوزن، وتناول وجبات طعام مصممة خصيصاً للمدار، وبالطبع، الاستمتاع بظاهرة “النظرة العامة” (Overview Effect)، وهي الشعور العميق بالترابط والاندهاش الذي ينتاب رواد الفضاء عند رؤية الأرض ككرة زرقاء واحدة معلقة في الفضاء.

هذا التحول في قطاع السياحة يعكس اتجاهاً أوسع نحو السياحة المتطرفة أو غير التقليدية. فبينما يتنافس رواد الفضاء الأوائل، مثل Blue Origin و Virgin Galactic، على الرحلات شبه المدارية القصيرة (10-15 دقيقة)، تهدف مشاريع المحطات الفضائية التجارية إلى تأسيس بنية تحتية للسفر الفضائي الممتد، تمهيداً لبناء فنادق أكبر وحتى رحلات سياحية مستقبلية إلى القمر والمريخ.

كما أن هذا الفندق الفضائي الجديد لا يقدم رفاهية فقط، بل يفتح الباب أمام الأبحاث الخاصة لشركات التكنولوجيا التي ترغب في إجراء تجاربها في بيئة الجاذبية الصغرى دون الحاجة لحجز مساحة على محطة الفضاء الدولية الحكومية (ISS). هذا الاستثمار الخاص يشير إلى أن الفضاء لم يعد حكراً على الحكومات والجيوش، بل أصبح سوقاً تجارية واعدة بمليارات الدولارات.

النجاح في تشغيل محطة “هيفن-1” سيشجع شركات أخرى على التوسع في هذا المجال، بما في ذلك مشاريع طموحة مثل “فنادق ستيشن فوياجر” (Station Voyager) التي يُخطط لها أن تكون فندقاً مدارياً عملاقاً، مما يؤكد أن المستقبل القريب سيشهد منافسة حقيقية بين الوجهات السياحية الأرضية والفضائية.