ChatGPT يحدد الموقع من الصور بالبحث عبر الإنترنت .. تريند جديد

تكنولوجيا

استمع الي المقالة
0:00

ChatGPT يحدد الموقع من الصور بالبحث عبر الإنترنت .. تريند جديد

في تطور يثير الدهشة والقلق في آنٍ واحد، بدأت تنتشر عبر الإنترنت ظاهرة جديدة تعتمد على استخدام ChatGPT لتحديد المواقع الجغرافية من خلال الصور.

فقد أعلنت شركة OpenAI هذا الأسبوع عن إطلاق نموذجين جديدين من الذكاء الاصطناعي، هما o3 وo4-mini، واللذان يتمتعان بقدرات متقدمة في مجال “الاستنتاج البصري”، مما يتيح لهما تحليل الصور بدقة غير مسبوقة.

هذه النماذج قادرة على التعامل مع الصور بذكاء فائق؛ يمكنها الاقتصاص، والتكبير، وتدوير الصور—even إن كانت غير واضحة أو مشوشة—بغرض استخراج وتحليل التفاصيل الدقيقة.

 

التعرف على الأماكن من صور غامضة
وبفضل دمج هذه المهارات البصرية مع ميزة البحث عبر الإنترنت، أصبح بإمكان المستخدمين الاستعانة بالنموذج لتحديد مكان التقاط أي صورة تقريبًا. وقد لاحظ العديد من مستخدمي منصة X (تويتر سابقًا) أن النموذج o3 قادر على تحديد مواقع شهيرة، بل وأحيانًا أسماء مطاعم وبارات، فقط من خلال إشارات بصرية بسيطة.

الأمر اللافت أن هذا التحديد لا يعتمد على بيانات EXIF المرفقة بالصور (التي تتضمن معلومات مثل موقع التصوير)، ولا على محفوظات الدردشة في ChatGPT، بل يتم من خلال تحليل الصورة فقط.

 

من لعبة إلى ظاهرة رقمية
تدريجيًا، تحول هذا الاتجاه إلى تحدٍ شبيه بلعبة GeoGuessr الشهيرة، التي تطلب من اللاعبين تخمين الموقع بناءً على صور من خرائط Google Street View. فقد بدأ المستخدمون يشاركون صورًا عشوائية لواجهات محلات أو أحياء سكنية، ويطلبون من النموذج تحديد الموقع وكأنه في قلب اللعبة.

لكن هذه الظاهرة تطرح تحديات خطيرة تتعلق بالخصوصية، إذ لا توجد حاليًا أي قيود تقنية تمنع شخصًا ذا نوايا سيئة من استخدام صورة مأخوذة من “Story” على إنستغرام، مثلًا، لمحاولة تعقّب موقع صاحبها بدقة.

 

القدرات ليست حكرًا على النماذج الجديدة
من اللافت أن دقة تحديد الموقع لم تقتصر على النماذج الجديدة فقط؛ فقد كشف موقع TechCrunch أن النموذج الأقدم GPT-4o، ورغم افتقاره لميزة “الاستنتاج البصري”، تمكن من تحديد مواقع الصور بدقة مشابهة—وأحيانًا أسرع من o3.

في إحدى التجارب المثيرة، عُرضت صورة لرأس وحيد قرن أرجواني معلّق في حانة مظلمة على النموذج o3، فاستطاع تحديد أنها من أحد البارات السرية في حي ويليامزبرغ بنيويورك، بينما أخطأ GPT-4o وافترض أنها في المملكة المتحدة.

ورغم دقته العالية، فإن o3 ليس معصومًا من الخطأ، فقد فشل في بعض المحاولات، إما بإعطاء نتائج خاطئة أو بالدخول في حلقة تحليل دون الوصول لإجابة نهائية.

 

مخاطر تقنية “البحث العكسي عن الموقع”
هذه الظاهرة تكشف عن وجه جديد لقدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، خاصة فيما يتعلق بما يُعرف بـ”البحث العكسي عن الموقع”، أي استنتاج موقع الصورة بدون أي بيانات مرفقة. وما يثير القلق هو غياب الضوابط الواضحة لتنظيم هذا الاستخدام، حيث لم تُشر OpenAI حتى الآن إلى هذه الإشكالية ضمن تقرير السلامة الخاص بالنموذجين الجديدين.

 

رد OpenAI الرسمي
عقب هذه الضجة، تواصل موقع TechCrunch مع شركة OpenAI للتعليق. وبعد ساعات، رد متحدث باسم الشركة قائلاً:
“نموذجا o3 و o4-mini يقدّمان قدرات استنتاج بصري متقدمة داخل ChatGPT، ما يجعلها مفيدة في مجالات مثل تسهيل الوصول، البحث العلمي، أو المساعدة في حالات الطوارئ”.

وأضاف: “لقد درّبنا النماذج على رفض الطلبات التي تنتهك الخصوصية أو تطلب معلومات حساسة، كما أضفنا ضوابط لحماية هوية الأفراد في الصور، ونعمل باستمرار على مراقبة أي إساءة استخدام واتخاذ الإجراءات المناسبة”.