ترك الصلاة طول عمرك : خطايا ماضية وتوبة حاضرة
يُعدّ ترك الصلاة لسنوات طويلة خطأً فادحًا وذنبًا عظيمًا في الدين الإسلامي، فهو ركن أساسي من أركان الإسلام، وعموده الذي لا يقوم إلا به.
لكن باب التوبة مفتوح دائمًا، والعودة إلى الله ممكنة في أي وقت. فكيف يمكن للشخص الذي مرّت عليه سنوات وهو مقصّر في هذا الجانب أن يصلح ما فاته ويُبرئ ذمّته؟
أولًا : أهمية التوبة الصادقة
يؤكد الشيخ أحمد عبد العظيم، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الخطوة الأولى والأساسية هي التوبة النصوح.
هذه التوبة يجب أن تكون نابعة من القلب، ومصحوبة بندم حقيقي على السنوات التي مضت دون صلاة، مع عزم أكيد على عدم العودة إلى هذا الذنب مرة أخرى. إنّ التوبة الصادقة هي مفتاح القبول عند الله، وبدونها لا يمكن البدء في عملية الإصلاح.
ثانيًا : حساب ما فات من الصلوات
بعد التوبة، يأتي الدور العملي لإصلاح ما فات. يشرح الشيخ أحمد عبد العظيم أنّ على المسلم أن يحصر الصلوات الفائتة، حتى لو كان ذلك بناءً على غلبة الظن إذا لم يتذكر السن بدقة.
يمكنه أن يقدّر عمر بلوغه، كأن يفترض أنه كان في الثالثة عشرة، ثم يحسب السنوات التي مرّت حتى الوقت الحالي.
يمكن أن يتم تدوين هذا الحصر على الهاتف أو على ورقة، فهذه الطريقة تساعد على تنظيم عملية القضاء وتسهّلها.
ثالثًا : كيفية قضاء الصلوات الفائتة
المرحلة الأخيرة بعد ترك الصلاة طول عمرك هي البدء في قضاء ما فات بطريقة منتظمة ومُيسّرة. يوصي الشيخ بأن يقوم الشخص بأداء صلاة فائتة مع كل صلاة حاضرة، أو أكثر من ذلك بحسب قدرته.
هذه الطريقة تجعل قضاء ما فات مهمة يمكن إنجازها على المدى الطويل دون أن تكون ثقيلة أو مرهقة.
إن هذا المنهج، إلى جانب التوبة الصادقة، يُبرئ ذمة المسلم أمام الله سبحانه وتعالى، ويُعيده إلى الطريق الصحيح، مع الرجاء في عفو الله ومغفرته.












