هل تُعد المتحور الجديد لكورونا؟ وما هي أعراضه الشائعة

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

“NB.1.8.1”: هل تُعد المتحور الجديد لكورونا؟ وما هي أعراضه الشائعة التي لا تختلف كثيراً عن سابقاتها؟

في ظل التطور المستمر لفيروس كورونا المستجد (SARS-CoV-2)، تظهر بين الحين والآخر مُتحورات جديدة تثير اهتمام الأوساط العلمية والطبية. مؤخراً، برز اسم المتحور “NB.1.8.1” كأحد السلالات التي تُراقبها منظمة الصحة العالمية، لاسيما مع تقارير عن انتشاره في عدة مناطق حول العالم، بما في ذلك المملكة المتحدة. لكن السؤال الذي يطرحه الكثيرون هو: ما هي أعراض هذا المتحور الجديد؟ وهل يختلف عن سابقيه؟ تشير البيانات الأولية وتصريحات الخبراء إلى أن الأعراض الشائعة لهذا المتحور لا تختلف اختلافاً جوهرياً عن تلك التي لوحظت مع سلالات أوميكرون السابقة، مما يُبرز أهمية الوعي العام واليقظة.


المتحور “NB.1.8.1”: لمحة سريعة

يُصنف المتحور “NB.1.8.1” كـ “متحور تحت المراقبة” (Variant Under Monitoring) من قبل منظمة الصحة العالمية. هذا يعني أن المنظمة تُتابع عن كثب خصائصه، مثل سرعة انتشاره، ومدى قدرته على التهرب المناعي، وأي تغيرات محتملة في شدة المرض الذي يُسببه. يُعد “NB.1.8.1” سلالة فرعية تنحدر من عائلة متحور أوميكرون، التي اشتهرت بانتشارها السريع وأعراضها التي غالباً ما تكون أخف مقارنة بالسلالات الأولى للفيروس.


أعراض المتحور الجديد “NB.1.8.1”: هل من جديد يذكر؟

وفقاً للبيانات المتاحة حتى الآن وتصريحات الأطباء، فإن الأعراض المُصاحبة للإصابة بالمتحور “NB.1.8.1” تُشبه إلى حد كبير تلك التي لوحظت مع مُتحورات أوميكرون السابقة، وغالباً ما تُشبه أعراض نزلات البرد الشائعة أو الإنفلونزا الموسمية. هذا يعني أن لا توجد أعراض فريدة أو مميزة لهذا المتحور بحد ذاته.

إليك أبرز الأعراض الشائعة التي يُمكن أن تُصاحب الإصابة بمتحور “NB.1.8.1”:

  1. الحمى أو القشعريرة: قد تكون حمى خفيفة في كثير من الأحيان، لكنها قد تُصاحبها شعور بالقشعريرة.
  2. السعال: غالباً ما يكون سعالاً جافاً ومُستمرًا، وقد يستمر لفترة.
  3. التهاب الحلق: شعور بالحكة، الألم، أو الانزعاج في الحلق.
  4. احتقان الأنف أو سيلان الأنف: أعراض تُشبه نزلة البرد الشائعة.
  5. الإرهاق والتعب: شعور عام بالإعياء الشديد ونقص الطاقة، حتى مع الراحة.
  6. الصداع: قد يتراوح من خفيف إلى متوسط الشدة.
  7. آلام العضلات أو الجسم: شعور بالوجع العام في الجسم.
  8. فقدان حاسة الشم أو التذوق: على الرغم من أنه كان من الأعراض الرئيسية في بداية الجائحة، إلا أنه أصبح أقل شيوعاً مع متحورات أوميكرون، بما في ذلك NB.1.8.1، لكنه لا يزال يُمكن أن يحدث.

أعراض أقل شيوعاً ولكنها قد تظهر:

  • اضطرابات الجهاز الهضمي: مثل الغثيان، القيء، أو الإسهال.
  • الطفح الجلدي: في بعض الحالات النادرة، قد يظهر طفح جلدي.
  • الدوخة أو الارتباك: تُعد هذه الأعراض نادرة، ولكن تم الإبلاغ عنها في بعض الحالات.
  • بحة الصوت: يُشير بعض التقارير إلى احتمال وجود ارتباط بين هذا المتحور وبحة الصوت، رغم الحاجة إلى المزيد من البيانات لتأكيد ذلك.

الفئات الأكثر عُرضة للخطر:

على الرغم من أن معظم حالات الإصابة بمتحور “NB.1.8.1” تبدو خفيفة إلى متوسطة الشدة، خاصة لدى الأفراد المُلقحين أو الذين لديهم مناعة سابقة من إصابات سابقة، إلا أن هناك فئات مُحددة لا تزال تُشكل خطراً أعلى للإصابة بمرض شديد أو مضاعفات:

  • كبار السن (خاصة من تجاوزت أعمارهم 65 عاماً).
  • الأشخاص الذين يُعانون من ضعف في الجهاز المناعي (بسبب أمراض مزمنة أو أدوية مُثبطة للمناعة).
  • الأشخاص الذين يُعانون من أمراض مزمنة كامنة، مثل أمراض القلب، السكري، أمراض الرئة المزمنة، أو أمراض الكلى.
  • الأفراد غير المُلقحين.

نصائح هامة للوقاية والتعامل:

مع استمرار تطور الفيروس، تظل الإجراءات الوقائية الأساسية هي أفضل دفاع:

  1. البقاء على اطلاع على اللقاحات: احرص على تحديث لقاحاتك وجرعاتها المعززة، خاصة إذا كنت ضمن الفئات الأكثر عرضة للخطر. اللقاحات تُقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض شديد ودخول المستشفى والوفاة.
  2. النظافة الشخصية: اغسل يديك بانتظام بالماء والصابون، أو استخدم مُعقماً كحولياً.
  3. تغطية الفم والأنف: عند السعال أو العطس، استخدم منديل ورقي وتخلص منه فوراً، أو استخدم مرفقك.
  4. تجنب لمس الوجه: تجنب لمس عينيك، أنفك، وفمك بيديك.
  5. التهوية الجيدة: حافظ على تهوية الأماكن المغلقة بفتح النوافذ قدر الإمكان.
  6. التباعد الجسدي: في الأماكن المُزدحمة، حاول الحفاظ على مسافة آمنة من الآخرين.
  7. ارتداء الكمامة: يُوصى بارتداء الكمامة في الأماكن المغلقة أو المُزدحمة، خاصة إذا كنت ضمن الفئات الأكثر عرضة للخطر أو إذا كنت تشعر بأعراض خفيفة.
  8. الاختبار والعزل: إذا شعرت بأي من الأعراض المشابهة لأعراض كورونا، قم بإجراء اختبار (سواء اختبار المستضد السريع أو PCR) وابقَ في المنزل لتجنب نشر العدوى.
  9. طلب المشورة الطبية: إذا كانت الأعراض شديدة، أو إذا كنت تُعاني من ضيق في التنفس، ألم في الصدر، ارتباك، أو أي علامات طارئة أخرى، اطلب الرعاية الطبية الفورية.

الخلاصة: اليقظة المستمرة هي مفتاح السلامة!

ظهور المتحور “NB.1.8.1” يُذكرنا بأن فيروس كورونا لا يزال موجوداً ويتطور. بينما تبدو أعراضه مُشابهة لسلالات أوميكرون السابقة ولا تُشير إلى زيادة في الشدة لمعظم الأفراد، إلا أن الوعي بهذه الأعراض واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، خاصة للفئات الأكثر عرضة للخطر، يُعد أمراً حيوياً للحفاظ على صحة المجتمع. لا تُهمل الأعراض، وكن جزءاً من الحل في حماية نفسك ومجتمعك. هل أنت مستعد للبقاء يقظاً ومُلتزماً بالإجراءات الوقائية؟