“ناوي” المصرية 52 مليون دولار تحقق قفزة نوعية وتتجه للتوسع الإقليمي
بينما في إنجاز لافت يعكس النمو المتسارع لقطاع التكنولوجيا العقارية في أفريقيا
أعلنت منصة “ناوي” المصرية الناشئة عن جمعها مبلغاً قدره 52 مليون دولار أمريكي ضمن جولة تمويل من الفئة “أ”.
كما تُعد هذه الصفقة واحدة من أكبر صفقات التمويل التي تحصل عليها شركات التكنولوجيا العقارية الناشئة في القارة السمراء، مما يضع “ناوي” في صدارة هذا القطاع الواعد.
دعم قوي من مستثمرين بارزين وتمويلات بنكية
كما قادت جولة التمويل صندوق “بارتيك أفريقيا”، وحظيت بدعم كبير من مستثمرين مرموقين مثل “شوروق بارتنرز” و”فينتشر سوق” و”إي آند كابيتال”.
بالإضافة إلى ذلك، حصلت “ناوي” على تمويلات ديون بقيمة 23 مليون دولار من كبرى البنوك المصرية، ليصل بذلك إجمالي التمويلات التي حصلت عليها المنصة حتى الآن إلى 75 مليون دولار
ذلك وفقاً لتقرير نشره موقع “تك كرانش”.
من تجربة شخصية مريرة إلى منصة إقليمية رائدة
كما تعود قصة تأسيس “ناوي” إلى عام 2019، عندما واجه مؤسسها والرئيس التنفيذي مصطفى البلتاجي صعوبات جمة أثناء محاولته شراء عقار في السوق المصري.
آنذاك، كان السوق يعاني من نقص حاد في الشفافية وهيمنة الوسطاء التقليديين.
لذلك هذه التجربة الصعبة كانت الشرارة التي ألهمت البلتاجي لتأسيس “ناوي”
بالتعاون مع عبد العظيم عثمان، وأحمد رافع، ومحمد أبو غنيمة، وعلي رافع.
كان الهدف الأساسي هو إحداث تحول جذري في تجربة البحث عن العقارات وجعلها رقمية وسهلة وشفافة.
وقد نجحت “ناوي” في تحقيق هذا الهدف من خلال نموذج عمل فريد يجمع بين منصة لعرض العقارات وخدمات الوساطة والتمويل العقاري
لذلك مما أتاح لها بناء منظومة عقارية متكاملة تلبي إحتياجات مختلف الأطراف. واليوم، تستقطب المنصة أكثر من مليون زائر شهرياً
وتضم في قائمتها حوالي 150 مطوراً عقارياً يمثلون غالبية المعروض في السوق المصري الجديد، الذي تقدر قيمته بنحو 30 مليار دولار.
حلول مبتكرة لتسهيل تملك العقارات
لا تقتصر مهمة “ناوي” على مجرد عرض العقارات، بل تتعداها لتقديم حلول مبتكرة تهدف إلى جعل تملك العقارات أمراً متاحاً لشريحة أوسع من المستثمرين.
فمن خلال منتج “أسهم ناوي”، أصبح بإمكان الأفراد شراء حصص عقارية تبدأ من 500 دولار فقط، مما يفتح الباب أمام صغار المستثمرين لدخول السوق العقاري.
علاوة على ذلك، تقدم المنصة خدمة “اشترِ الآن وادفع لاحقاً”، وهي آلية تمويلية بديلة للرهن العقاري التقليدي، وتُعد نموذجاً نادراً في السوق المصري.
وفي هذا السياق، يؤكد البلتاجي على أن “العقار في مصر هو الملاذ المفضل للتحوط من التضخم وإنخفاض قيمة العملة.
لذا نوفر حلولاً تساعد جميع الشرائح على الإستثمار بسهولة”.
نمو قياسي وتطلعات للتوسع الخارجي
على الرغم من التحديات الإقتصادية التي واجهتها مصر، بما في ذلك تراجع قيمة الجنيه المصري بنسبة كبيرة
كما حققت “ناوي” نمواً مذهلاً في إيراداتها، حيث تضاعفت بأكثر من 50 مرة خلال أربع سنوات فقط.
وقد بلغت قيمة المبيعات التي تمت عبر المنصة في عام 2024 نحو 1.4 مليار دولار. مقارنة بـ 38 مليون دولار فقط في عام 2020.
وبفضل هذا النجاح القوي، تستعد الشركة حالياً للتوسع في أسواق واعدة في المنطقة، تشمل المغرب والسعودية والإمارات
وهي دول تشهد نمواً سريعاً في قطاع التكنولوجيا العقارية. وفي خطوة إستراتيجية أخرى، إستحوذت “ناوي” مؤخراً على شركة ROA المتخصصة في إدارة العقارات
وأعادت إطلاقها تحت اسم “Nawy Unlocked”، مما يعزز من تكامل خدماتها.
الذكاء الإصطناعي في صميم الطموحات المستقبلية
كما تعتزم “ناوي” إستثمار التمويل الجديد الذي حصلت عليه في تطوير منتجات مبتكرة تعتمد بشكل أساسي على تقنيات الذكاء الإصطناعي.
بينما يهدف هذا التوجه إلى تحسين تجربة المستخدم بشكل ملحوظ وتعزيز الكفاءة التشغيلية للمنصة.
بالإضافة إلى ذلك، ستركز الشركة على عمليات الإستحواذ الإستراتيجية ودخول أسواق جديدة لتعزيز مكانتها الإقليمية.
من جانبه، أشاد تيجان ديمي، الشريك في “بارتيك أفريقيا”، بفريق “ناوي”
قائلاً: “فريق ناوي يتمتع برؤية عميقة للسوق وخطط توسعية واعدة تجعلهم من أبرز اللاعبين في مجال التكنولوجيا العقارية بالمنطقة”.
في الختام، تُعد قصة نجاح منصة “ناوي” نموذجاً مُلهماً للشركات الناشئة في المنطقة، حيث إستطاعت تحويل تحدي شخصي إلى فرصة واعدة
وبناء منصة رقمية متكاملة تحدث ثورة في سوق العقارات، مع طموحات واضحة للتوسع والإبتكار المستمر بإستخدام أحدث التقنيات.