أنا أم قويه بس مش مفترية .. متى تبدأ التربية الجنسية للطفل؟! وكيف تقوم الأم بتثقيف أطفالها جنسياً!!
بقلم/ الكاتبة الروائية سها العسكري
كانت الثقافة الجنسية للأطفال سابقاً أمر محظور عليهم، لكن الآن أصبحت جزء لا يتجزأ من العملية التربوية.
فهي شيء ضروري للغاية يجب أن يعرفها الطفل في سن مبكرة، لكي يشبع فضوله، ويحصل علي المعلومات الصحيحة التي تحميه من التحرش والشذوذ والانحراف الجنسي في المستقبل.
وللأسف أكثر الأمهات لا يربون أطفالهم جنسياً لعده أسباب:
أما لعدم معرفتهم كيفيه توصيل المعلومة للطفل، أو يمنعهم حيائهم من فتح هذه المواضيع أمام الأطفال، أو بسبب أن ليس لديهم المعلومة الصحيحة لتوصلها للطفل، فبالتالي تترك الأم أطفالها لتلقي المعلومات من الخارج أو من الأجهزة الذكية، وهذا شيء كارثي، لأن قد تأتيهم المعلومة بطريقه خاطئة أو قد تكون المعلومة نفسها خاطئة.
ولهذا، دعينا عزيزتي الأم نسهل عليك هذه المهمة عن طريق التحدث عن التربية الجنسية للطفل بشكل مفصل.
أولا: تبدأ التربية الجنسية منذ الصغر:
وتحديداً بين عمر الثانية إلى السنوات الثلاث، ففي هذا العمر يبدأ الطفل باكتشاف جسده، فإذا بدأ طفلك يطرح عليك أسئلة، لا تظهري انزعاجك، واحذري من تجاهله أو تقديم أجوبه غير منطقيه، حاولي أن تكوني صادقه في أجوبتك حتى تتمكن من تربيته بالشكل السليم.
ثانياً: التربية الجنسية هي عمليه تراكميه:
فلا بد أن لا نخبر الطفل بكل المعلومات دفعه واحدة، فالطفل لن يستوعب كل هذه المعلومات، حيث يجب على الأم أن توضح للطفل في البداية الفروق بين الذكر والأنثى، ومن سن الثالثة إلى السادسة يجب على الأم أن تجد صيغه مناسبه تساعد بها الطفل علي فهم كيف آتي إلى هذه الدنيا، وتتطور المعلومات إلى ان يصل لسن المراهقة، وعندها سيكون حصل علي كل المعلومات حول الحياه الجنسية.
ثالثاً: الاستعانة بالأمثلة الواقعية:
عاده ما يكون الطفل غير قادر على استيعاب هذه المعلومات، لذا حاولي عزيزتي الأم أن تدخلي بعض المعلومات الجنسية من خلال الأمثلة الحياتية، أي مثلاً أن النباتات فيها ذكر وفيها أنثي، وأن هناك ما يسمي بالتلقيح الذي ينتج عنه نباتاً جديداً
رابعاً: التعرف بالأعضاء التناسلية:
على الأم أن تستغل وقت الحمام في تعريف طفلها على أعضائه التناسلية. أولاً، احرصي علي على تعليمه أسماء أعضائه، ثم أخبريه بأهمية الحفاظ عليها، وحذريه من أن يلمسه أحد، وفي حال قام أحد بلمسه يجب أن يخبرك مباشرة، ولكن من دون مبالغة في إثاره قلقه.
خامساً: شجعي طفلك على طرح الأسئلة:
واحرصي علي الرد بكل هدوء، وتجنبي توبيخه أو الاستهزاء بهذه الأسئلة، فهذا النقاش يجعل الأم على دراية كاملة بكل ما يفكر به الطفل، ففي بعض الأحيان تكشف الأسئلة عن سلوكيات يقوم بها الطفل في الخفاء. وفي العموم عزيزتي الأم يمكنك توجيه وتربيه طفلك جنسياً على النحو التالي:
١/ لا تسمحي لطفلك بتغيير ملابسه أمام أي شخص.
٢/ لا تتركيه في المنزل وحده مع العامل أو العاملة.
٣/ لا تسمحي لطفلك بخروجه مع السائق بمفرده.
٤/ علمي طفلك طريقه الجلوس السليمة.
٥/ البدء في تعليم الاستئذان قبل الدخول على الوالدين غرفتهما.
٦/ تعليم الطفل معني البلوغ والدورة الشهرية.
٧/ توجيه الطفل لخلق الحياء وغض البصر والابتعاد عن اللبس الفاضح واللاصق والشفاف.
٨/ حدثي طفلك حول معني الاعتداء الجنسي، وذكر بعض القصص مع مراعاة اختيار الألفاظ والمعاني، نظراً إلى صغر سنه.
٩/ افتحي المواضيع العاطفية والجنسية مع طفلك من وقت لآخر، ليخرج ما في نفسه وتكون فرصة هايلة لتعليمه التحكم في مشاعره.
فإن عزيزتي الأم تكرار هذه التوجيهات كل فتره مهم في العملية التربوية، لأن الأطفال لا يدركون أحياناً أبعاد التربية الجنسية، لأنهم يعتقدون أن أكثر الناس طيبون ومخلصون ولا يتوقعون الأذى منهم.
فانتهي عزيزتي الأم، عندما يقترب طفلك من سن المراهقة، يجب عليك أن تقدمي له الكتب والمجلات التي تتحدث عن الأمور الجنسية بطريقه علميه، حيث تقدم هذه المصادر تلك المعلومات بالصور التوضيحية والإرشادات الطبية، فيكون وقتها طفلك على دراية كامله بمخاطر التحرش الجنسي والأمراض الجنسية.
وفي العموم، فإن قله الوعي والتعتيم على الحياة الجنسية، تعرض طفلك للكثير من المخاطر، لذلك يجب أن تمنحي طفلك كامل المعلومات المتعلقة بالجنس بما يناسب عمره.
وأخيراً عزيزتي الأم، يجب أن تدركي أن علاقتك بطفلك أشبه بالمثلث الذي له ثلاث أضلاع (الثقة، الفهم، الأمان)، فالثقة هي التي تطيل عمر العلاقة بين الأم وطفلها، والفهم حتى تكون الأم مرجع لكل المعلومات المتعلقة بالحياة الجنسية، والأمان تظهره الأم في حاله لو ارتكب الطفل خطأ جنسياً، فلا بد أن تعطيه الأمان وتعلمه كيفيه تصحيح خطئه، وبذلك تعطيه الدعم لكي لا يكرر الخطأ مرة ثانية.