ما هي قصة الحجر الأسود

إسلاميات

استمع الي المقالة
0:00

ما هي قصة الحجر الأسود

قصة أصل الحجر الأسود

هو حجر موجود في ركن من أركان الكعبة، أُنزل من الجنة عندما كان كان إبراهيم عليه السلام وإسماعيل عليه السلام يبنيان الكعبة المشرفة، وقد نزل الحجر الأسود ابيض كان أشد بياض من بياض اللبن، ويقال أنه ياقوتة ياقوت الجنة الابيض، وجاء في مسند أحمد عن ابن عباس: (الحَجَرُ الأسودُ من الجنةِ وكان أشدَّ بياضًا من الثلجِ حتى سوَّدَتْهُ خطايا أهلِ الشركِ).

وهو موجود في الركن الجنوبي من أركان الكعبة المشرفة، ويرتفع عن الأرض بمتر ونيف تقريبا، و الحجر الأسود شكله بيضوي، وهو أسود اللون و مائل إلى الحمرة، وقد يبلغ قطره ثلاثين سنتيمترًا ويبلغ عرض إطار الفضة الذي يحميه عشرة سنتيمترات.

قصة بناء الكعبة ووضع النبي للحجر الأسود

لقد بُنيت الكعبة في زمن إبراهيم عليه السلام وإسماعيل عليه السلام، وقد تم تجُدّيد بناءها في زمن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الكعبة في زمن قريش قد  تصدعت، وخافت قريش أن تهدم الكعبة، فاستشاروا في هذا الأمر، واتخذوا قرار أن يهدموا الكعبة ويعيدوا بناءها، وكانت قريش تجد في ذلك شرفاً عظيماً.

وبعد انتهاءت قريش من بناء الكعبة، لا تبقب سوي أن يضعوا الحجر الأسود، وهو شرف عظيم، وأرادت كل قبيلة من قبائل قريش أن يضعوا الحجر الأسود في مكانه ويكون لهم شرف وضعه، فتنازعوا ولم يتفقوا مع بعضهم وكادت أن تحصل بينهم معركة.

حتى قال رجل منهم: سوف نحكم أول رجل يخرج علينا، وكان أول رجل خرج إليهم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلموه في هذا الأمر، فأمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يرفعوا الحجر على قطعة من القماش وأن يمسك كل زعيم من زعمائهم طرف منها، حتى أن وصلوا مكان الحجر، و وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجر الأسود بيديه الشريفتين، وكان هذا الشرف نصيب الرسول صلى الله عليه وسلم.

قصة سرقة الحجر الأسود

كان الحجر الأسود محط أنظار الجميع من قبائل العرب وله في نفسهم تعظيم كبير جدا، وكانوا يتسارعون على شرف خدمة البيت، وكان البيت آنذاك الوقت في ولاية قريش، فغارت قبيلة إياد من هذا، وأردات مكيدة لقريش وحرمانها من هذا الشرف العظيم، فقاموا ليلاً وسرقوا الحجر الأسود، و تم وضعه على ناقة وخرجوا بالحجر من مكة، ولكن الناقة لم تخرج من مكة، ثبتت ولم تتحرك، فقاموا بدفن الحجر على حدود مكة.

وكانو معهم امرأة من قبيلة خزاعة ورأت مكان دفن الحجر، وأخبرت قومها بهذا الأمر، وتكدرت قريش لهذا الأمر كدراً عظيماً، فساومتهم قبيلة خزاعة إن دلوهم على مكان الحجر  تكون فستكون لهم ولاية البيت، ففعلت قريش هذا الأمر، وظلت ولاية البيت في كنف خزاعة إلى أن جاء قصي بن كلاب الجد الخامس للنبّي، فأعاد ولاية البيت إلى قريش.

قصة الحجر الأسود والقرامطة

كانو القرامطة من الفرق الباطنية، وهي ظهرت في القرن الثالث الهجري، وكانت دولتهم تقع في شرق الجزيرة العربية، وقد امتدت إلى شمال ووسط الجزيرة، وكانوا آنذاك مشهورين بسفك الدماء، وكان زعيمهم يسمى أبا طاهر القرمطي، وكانت لهم مواقع دموية مع حجاج بيت الله الحرام، حيث قتلوا حجاج الشام وهم في طريقهم إلى الحج.

كان من قبيح فعلهم أنهم تمادوا فقاموا بإقتحام مكة المكرمة وكانوا في موسم الحج، وقتلوا الحُجاج، ولم يكفيهم هذا فقاموا أيضا بسرقة الحجر الأسود، وتم نقله على عدد من الجمال، وكانت الجمال يصيبها القرح، فكانوا ينقلوا الحجر من جمل إلى جمل حتي إن وصلوا به إلى شرق الجزيرة العربية مكان عاصمتهم.

وبقي الحجر مع القرامطة لمدة اثنتين وعشرين سنة، وقد بذل المسلمون جهود عظيمة لإعادة الحجر، ولكنها فشلت لشدة فتنة القرامطة، وكان يقول زعيمهم أبو طاهر وهو يكذب: “أخذنا الحجر لأمر ونعيده لأمر”، كان يقصد أنهم مأمورون من السماء بهذا الأمر، ولكنهم أعادوه بعد ذلك على جمل واحد، ولا أصاب الجمل بأس، على عكس ما أخذوه.

قصة الحجر الأسود في زمن هارون الرشيد

بعدما حدث أمر القرامطة وانتهت فتنتهم وزالت دولتهم، ظلت الأمة الأسلامية قلقة من أن يأتي آخرون، ويسرقون الحجر الأسود مرة ثانية، ولهذا أمر هارون الرشيد بإيجاد حل يضمن الحماية الكاملة للحجر الأسود من أي عبث في المستقبل.

وأمر هارون  بنقب الحجارة التي توجد حول الحجر  بالماس لقوته، ثم بعد ذلك أمر بصب الفضة في هذه الفتحات حول الحجر لتحميه وما زال حتي الأن الإطار الفضي يحمي الحجر الأسود من هذا الحين وحتى يومنا هذا.