كيف يدمر العنف الأسري نفسية الطفل؟

مقالات

استمع الي المقالة
0:00

كيف يدمر العنف الأسري نفسية الطفل؟

يُعتبر العنف الأسري من أسوأ التجارب التي قد تمر بها نفسية  الطفل، حيث يُخلف آثارًا نفسية عميقة وطويلة الأمد تُعيق نموه النفسي والاجتماعي بشكل سليم. لا يقتصر تأثير العنف على الطفل الذي يتعرض له بشكل مباشر، بل يشمل أيضًا الأطفال الذين يشهدون العنف بين أفراد الأسرة، حتى لو لم يكونوا هم أنفسهم ضحايا للعنف الجسدي أو اللفظي.

أشكال العنف الأسري وتأثيرها على الطفل:

  • العنف الجسدي: يشمل الضرب، والدفع، والركل، والخنق، وأي شكل آخر من أشكال الاعتداء الجسدي. يُسبب هذا النوع من العنف للطفل شعورًا بالخوف الشديد، وانعدام الأمان، والقلق الدائم، وقد يُؤدي إلى إصابات جسدية خطيرة.
  • العنف اللفظي: يشمل الصراخ، والإهانة، والتوبيخ المستمر، والتهديد، واستخدام الألفاظ النابية. يُؤثر هذا النوع من العنف على ثقة الطفل بنفسه، ويُشعره بالدونية وعدم القيمة، وقد يُؤدي إلى الاكتئاب والقلق.
  • العنف النفسي: يشمل التهديد بالهجر، والتجاهل العاطفي، والتحكم المُفرط، والعزل الاجتماعي. يُؤدي هذا النوع من العنف إلى شعور الطفل بالوحدة والعزلة، وعدم القدرة على بناء علاقات صحية مع الآخرين.
  • مشاهدة العنف بين الوالدين: حتى لو لم يتعرض الطفل للعنف بشكل مباشر، فإن مشاهدته للعنف بين والديه تُسبب له صدمة نفسية كبيرة، وتُشعره بالخوف والقلق وعدم الاستقرار.

الآثار النفسية للعنف الأسري على الطفل:

  • اضطرابات نفسية: يُمكن أن يُؤدي العنف الأسري إلى إصابة الطفل باضطرابات نفسية مختلفة، مثل:
    • اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD): يُعاني الطفل من ذكريات مُزعجة، وكوابيس، وقلق مُستمر، وتجنب أي شيء يُذكره بالحادثة.
    • الاكتئاب: يُصبح الطفل حزينًا، وفاقدًا للاهتمام بالأشياء التي كان يستمتع بها، ويُعاني من اضطرابات في النوم والشهية.
    • القلق: يُعاني الطفل من قلق مُستمر، وخوف من المجهول، وصعوبة في التركيز.
    • اضطرابات النوم: يُعاني الطفل من صعوبة في النوم، أو الاستيقاظ المُتكرر خلال الليل، أو الكوابيس.
  • مشاكل سلوكية: يُمكن أن يُؤدي العنف الأسري إلى ظهور مشاكل سلوكية لدى الطفل، مثل:
    • العدوانية والعنف: يُصبح الطفل عدوانيًا وعنيفًا مع الآخرين، كرد فعل للعنف الذي يتعرض له أو يشاهده.
    • الانطواء والعزلة: يُفضل الطفل الانعزال عن الآخرين وتجنب التفاعل الاجتماعي.
    • صعوبة في التركيز والانتباه: يُواجه الطفل صعوبة في التركيز في المدرسة وتذكر المعلومات.
    • تدني التحصيل الدراسي: يُؤثر العنف الأسري سلبًا على أداء الطفل الدراسي.
  • مشاكل اجتماعية وعاطفية: يُمكن أن يُؤدي العنف الأسري إلى:
    • تدني الثقة بالنفس: يُشعر الطفل بأنه غير كفء ولا يستحق الحب والاحترام.
    • صعوبة في بناء علاقات صحية: يُواجه الطفل صعوبة في الثقة بالآخرين وتكوين صداقات وعلاقات صحية.
    • مشاكل في التعبير عن المشاعر: يُواجه الطفل صعوبة في التعبير عن مشاعره بشكل صحيح.

كيف نُساعد الأطفال المُتضررين من العنف الأسري؟

  • توفير بيئة آمنة وداعمة: يجب توفير بيئة يشعر فيها الطفل بالأمان والحب والدعم.
  • الاستماع للطفل وتفهم مشاعره: يجب الاستماع للطفل بانتباه وتفهم مشاعره دون إصدار أحكام.
  • تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره: يجب تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره بطريقة صحية، سواء من خلال الكلام أو الرسم أو اللعب.
  • طلب المساعدة من مُتخصصين: يُمكن اللجوء إلى مُعالج نفسي مُتخصص في التعامل مع الأطفال المُتضررين من العنف الأسري.

يجب علينا جميعًا العمل على مكافحة العنف الأسري وتوفير الحماية والدعم للأطفال المُتضررين، لضمان نموهم النفسي والاجتماعي بشكل سليم.