عادل إمام داخل حمام ساونا!

لايت نيوز

استمع الي المقالة
0:00

عادل إمام داخل حمام ساونا!

ذكريات صحفية | كتب : أحمد عمر

مؤسس ورئيس تحرير مجله ماجد الأسبق

سيظل عادل إمام أيقونة عند كل من التقى به، ولو مرة واحدة!
أول لقاء مع عادل إمام كان بصحبته رفيق عمره سعيد صالح.
مكان اللقاء.. نادي الزمالك في أواخر الستينيات.

وقتها كنت أعمل في أخبار اليوم، وكان نادي الزمالك يسمح لنا باستخدام ملاعبه ومرافقه، بما فيها حمامات الساونا.

ذات يوم كنا نستمتع بحمام الساونا، حين فوجئنا بعادل إمام وسعيد صالح يدخلان لمشاهدة الحمام من الداخل.. كانا يرتديان ملابسهما الكاملة.. لم يستطيعا البقاء طويلًا، وسط درجة حرارة شديدة الارتفاع.. تركا الحمام وتركناه نحن أيضًا لننزل في حمام سباحة بارد! هذا اليوم تعرفت فيه بالنجم عادل إمام.

كانت لي معه لقاءات متعددة، بعدها سافرت للعمل في أبوظبي، وأصدرت مجلة ماجد.

أذكر أن المجلة أجرت مسابقة، الفائز بها يزور عددًا من الدول العربية، وكانت مصر من بين هذه الدول.. كانت الرغبة الأولى للفائزين مشاهدة عادل إمام، وهذا ما تم بالفعل.. اتصلت به زميلتي بالمجلة نورة عبدالجابر وأبلغته برغبة أصدقاء المجلة بمقابلته، رحب ترحيبًا شديدًا وقابلهم بالود والترحاب في كواليس مسرحه.
————————————
يوم لا يُنسى
مع رخا ومطاوع!

أعتز كثيرًا بصداقتي بالكاتب الكبير عبدالوهاب مطاوع، الذي زاملته في قسم الصحافة بجامعة القاهرة، وامتدت هذه الصداقة سنوات طويلة، من بينها سنوات قليلة أمضاها في أبوظبي، عاد بعدها إلى العمل في الأهرام، وتقلد مناصب مهمة، وأصدر العديد من الكتب التي لقيت إقبالًا كبيرًا.

أما الفنان عبدالمنعم رخا، فهو من أعظم الفنانين في عصره، وكان يرسم الكاريكاتير السياسي في أشهر الصحف والمجلات.
تعرفت على الأستاذ رخا في حديقة نقابة الصحفيين بالقاهرة، حيث كان يقضي بضع ساعات كل يوم، يلتقي خلالها شباب الصحفيين ويروي لهم ذكرياته المميزة.

كنت وعبدالوهاب مطاوع من أقرب الناس إلى الأستاذ رخا، رغم الفارق الكبير في العمر.. كنا في أوائل الثلاثينات وكان هو في السبعينات.. كان أكثر منا حيوية ونشاطًا ورغبة في الاستمتاع بالحياة.

ذات يوم دعانا عبدالوهاب إلى وجبة فسيخ، وصلته من بلدته دسوق، تم إعداد المائدة ومستلزماتها في حديقة النقابة، وكان عسيرًا أن نتوقف قبل أن نأكل آخر قطعة فسيخ.. استمر اللقاء مع المشروبات الباردة والساخنة، لنفاجأ بعد بضع ساعات بأحد العاملين في نقابة الصحفيين يضع أمامنا صينية كبيرة عليها عدد لا يُحصى من أقراص الطعمية والخبز البلدي الطازج والفجل والجرجير والبصل الأخضر.. عرفنا أن وراء هذا الأستاذ رخا الذي يحرص على أكل الطعمية السخنه في هذا الوقت كل يوم.

أصدقكم القول بأن المشهد كان مغريًا.. قلنا نتذوق الطعمية، وبعد دقائق كنا نتبارى في أكل باقي محتويات الصينية!
الساعات التالية استهلكنا خلالها المزيد من المشروبات.

قُرب الساعة الثامنة مساء قال الأستاذ رخا: إيه رأيكم نغير المكان، نروح حي الحسين، لم يعترض أحد، وتوجهنا إلى هناك، وإلى موقعنا المختار في مقهى الفيشاوي الشهير.

كانت المفاجأة الأكبر صينية أكبر من تلك التي جاءتنا في نقابة الصحفيين.. هذه المرة كانت تضم «كباب وكفتة وطرب»، وكل أنواع السلطات طلبها الأستاذ رخا دون أن نلحظ ذلك.
لم نتمكن من المقاومة.. أقبلنا على الطعام بشهية، وتركنا الصينية فارغة.

أمضينا سهرتنا في الحسين وكان معنا أصدقاء آخرون.. حان وقت العودة إلى بيوتنا.. ركبت أنا والأستاذ رخا سيارة عبدالوهاب مطاوع.. في الطريق طلب الأستاذ رخا التوجه إلى شارع محمد علي.. توقفنا عند عربة تبيع حلويات شرقية.. لم نكن في حاجة إلى طلب شيء.. البائع يعرف.. قدم لكل منا طبقًا يحتوي على ما لذ وطاب من الحلويات الشرقية.
أكلنا بالهنا والشفاء.
——————————–
شقة خالية
وسط العاصمة!
كان من عادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، أن يتواجد في مجلسه كل ليله، يلتقي المواطنين والمسئولين، دون حاجة إلى ترتيبات بروتوكولية.

تدخل المجلس في قصر الشيخ زايد وتجلس، وقد يستدعيك الشيخ زايد، أو تقترب أنت حين تجد الفرصة مواتية.

كنت قد بدأت العمل في جريدة الاتحاد بأبوظبي منذ أشهر قليلة، أقوم بتغطية بعض نشاطات الشيخ زايد.

في هذه الليلة كنت في المجلس حين أشار إليّ الشيخ زايد.. توجهت إلى حيث يجلس.. كان بجواره عبدالجليل الفهيم، أحد الأصدقاء المقربين.

سألني الشيخ زايد عن أحوالي: هل أنا مستريح في عملي.. هل هناك أي مشاكل تواجهني؟، أجبت بكل صدق أن كل شيء على ما يرام والحمد لله، وأنني أقيم في فندق فخم على نفقة الجريدة، وأنتظر أن أجد شقة خالية أسكن فيها، أضفت أن إيجاد شقة خالية صعب للغاية.

التفت الشيخ زايد إلى عبدالجليل الفهيم الجالس إلى جواره، وطالبه بتوفير شقة خالية لي فورًا.

تركت مكاني وجلست في مكان آخر.. جاءني الفهيم وطلب مني أن أقابله في اليوم التالي لأتسلم مفتاح الشقة.. لا تتصورون مدى سعادتي.. شكرته بحماس، ولكنني انتهزت الفرصة لأطالبه بشقتين لا شقة واحدة.. الشقة الثانية لزميلي عباس الطرابيلي الذي كان يعمل في نفس الجريدة ويواجه نفس المشكلة.. أضفت أن عباس سوف يفعل مثلي ويطلب شقة من الشيخ زايد.

بادرني عبدالجليل الفهيم بقوله: زين.. زين، سأعطيك مفتاحي الشقتين.. إنهما الشقتان الباقيتان في بناية بشارع خليفة خُصصت للسفارات.

تسلمت المفتاحين والشقتين في اليوم التالي، وكانت بالمبنى سفارات لبنان والأردن والعراق، وكذلك مسكن أحد وزراء العدل المصريين السابقين، الذي كان يشغل منصبًا قضائيًا مهمًا بالإمارات.
.. وللذكريات بقية

موعدنا الشهر المقبل، بإذن الله.