عادات المصريين في شم النسيم.
شم النسيم هو احتفال ربيعي يُقام في مصر بمناسبة قدوم فصل الربيع، يوم الاثنين الموافق لأول يوم من شهر شهر نيسان (أبريل) في التقويم الغربي.
يتميز الاحتفال بنزهات العائلات في الهواء الطلق، وتناول الأطعمة التقليدية مثل الفول والرنجة والبيض الملون، وطلاء البيض وتبادلها كهدايا بين الأصدقاء والأقارب. يعكس جوًا من الفرح والترابط الاجتماعي بين أفراد المجتمع المصري.
مناسبة شم النسيم من أقدم الأعياد الفرعونية في مصر، وارتبطت تسميته، بالتقويم الزراعي المصري القديم، فكلمة «شمو» تعني فصل الصيف، وذلك وفقاً لما أورده الدكتور عبد الحليم نور الدين، في كتابه اللغة المصرية القديمة.
وتعني كلمة «شمو» أيضاً «الحصاد»، بحسب عالم المصريات وليم نظير، وقد رمز له بالعلامة الهيروغليفية «عنخ»، أي أنه فصل الحياة، وجاءت التسمية الحالية، من تحريف «شمو» إلى «شم»عبر السنين، وأضيفت إليها النسيم، وهناك بعض الرويات وهناك بعض الرويات التي تقوم بأن المصريين القدماء أطلقوا عليه «عيد الخلق» أو «بعث الحياة»، لأنهم يظنون بأن في ذلك اليوم بدأت الحياة.
وتلك المناسبة وثيق الصلة في وجدان المصريين القدماء ببداية الخلق؛ إذ كانت لديهم في معتقداتهم الدينية نظريات يفسرون من خلالها كيف نشأ الكون، ومن بين تلك النظريات، أن الكون بأكمله «انبثق من بيضة كبيرة»، لذا فإن لاحتواء مائدة أعياد شم النسيم على البيض دلالة دينية مهمة.
كان القدماء المصريون ينقشون عليه الدعوات والأمنيات بألوان مستخلصة من الطبيعة ويجمعونه في سلال من سعف النخيل الأخضر ويتركونه في شرفات المنازل أو يتم تعليقها على فروع الأشجار بالحدائق، إذ كان من معتقدات المصريين القدماء أنها تحظى ببركات نور الإله عند شروقه فيحقق دعواتهم، وتطورت هذه النقوش فيما بعد لتصبح بهدف التجميل والتلوين فقط.