سر إستثمار مايكروسوفت في شركة OpenAI.. لسبب غريب.
Microsoft، واحدة من أبرز الشركات التقنية في العالم، تأسست في عام 1975 من قبل بيل غيتس وبول ألن. تتخصص الشركة في تطوير وتوفير مجموعة واسعة من البرمجيات والخدمات التقنية، بما في ذلك أنظمة التشغيل (مثل ويندوز)، وبرامج الأوفيس، والحوسبة السحابية (Azure)، وأجهزة الكمبيوتر (Surface).
تتميز Microsoft بتاريخ طويل من الابتكار والتطوير التقني، حيث تسعى باستمرار لتحسين تجارب المستخدمين وتمكين الأفراد والشركات لتحقيق أهدافهم بفضل تقنياتها المبتكرة. تعتبر مايكروسوفت من الشركات الرائدة في مجال الحوسبة السحابية، حيث توفر خدمات الأنترنت والتخزين السحابي وحلول الذكاء الاصطناعي للشركات والمطورين.
بفضل تفانيها في الابتكار والتطوير، وتوجيهها للمستقبل من خلال استثماراتها في التقنيات الناشئة مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز والذكاء الاصطناعي، تستمر مايكروسوفت في تحديد مستقبل الابتكار التقني وتوفير حلول مبتكرة للمستخدمين في جميع أنحاء العالم.
ينبع استعداد مايكروسوفت للاستثمار بكثافة في شركة OpenAI، والشراكة معها من شعورها بالتخلف كثيراً وراء شركة جوجل في مجال الذكاء الاصطناعي، بحسب رسالة داخلية بالبريد الإلكتروني نشرت الثلاثاء، ضمن قضية وزارة العدل الأميركية لمكافحة الاحتكار ضد عملاقة البحث على شبكة الإنترنت.
في رسالته إلى الرئيس التنفيذي لـ”مايكروسوفت” ساتيا ناديلا والشريك المؤسس بيل جيتس في عام 2019، كتب رئيس الشركة للشؤون التكنولوجية كيفين سكوت أنه “يشعر بقلق بالغ” عندما ينظر إلى فجوة القدرات بين جهود “ألفابت” في تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي وجهود مايكروسوفت.
الحديث المتبادل كشف إلى أي مدى يعترف كبار التنفيذيين بالشركة في أحاديثهم الخاصة، بافتقادهم إلى البنية التحتية وسرعة التطوير اللازمتين للحاق بشركات مثل “OpenAI” و”ديب مايند” (DeepMind) التابعة لـ”جوجل”.
نشرت الرسالة الإلكترونية، مساء الثلاثاء، بعد تدخل مؤسسات إعلامية، من بينها صحيفة “نيويورك تايمز”، و”بلومبرغ”، في قضية مكافحة الاحتكار الشهيرة للضغط من أجل زيادة فرص الجمهور للحصول على المعلومات.
أبل تبني فريقها للذكاء الاصطناعي من باحثي جوجل
أسست شركة أبل فريقاً متخصصاً في تقنيات الذكاء الاصطناعي، اعتماداً على استقطاب ما يزيد عن 35 باحثاً ومتخصصاً من شركة جوجل، على مدار الأعوام الماضية.
بدورها، قالت وزارة العدل الأميركية إن طرح تطبيق ChatGPT من شركة OpenAI، وابتكارات أخرى كان ممكناً قبل سنوات، لو لم تحتكر جوجل سوق البحث على الإنترنت.
ولاحظ سكوت، الذي يعمل أيضاً نائباً للرئيس التنفيذي لشؤون الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت، أن محرك بحث “جوجل” تحسن على مقاييس التنافسية بسبب تقدم شركة “ألفابت” على صعيد الذكاء الاصطناعي.
وكتب المسؤول التنفيذي في “مايكروسوفت”، أنه أخطأ عندما تجاهل بعض الجهود المبكرة للشركات المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأضاف سكوت في رسالته الإلكترونية: “لقد تخلفنا عدة سنوات عن ركب المنافسة في مجال تعلم الآلة”. ولم تزل أجزاء كبيرة من تلك الرسالة المعنونة “أفكار حول شركة OpenAI” محجوبة عن النشر.
صدق ناديلا على رسالة سكوت الإلكترونية وأعاد توجيهها إلى إيمي هود، رئيسة الشركة للشؤون المالية، قائلاً إنها تفسر “لماذا أرغب في القيام بذلك”.
سباق الاستثمار في الذكاء الاصطناعي
ضخت “مايكروسوفت” ما يزيد على 13 مليار دولار في شراكتها ودعمها لـ”OpenAI”، مستفيدة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاصة بالشركة الناشئة في دعم وتحسين خدمة محرك البحث “بينج “(Bing)، وتطبيق “إيدج” (Edge) لتصفح الإنترنت، والأهم من ذلك، دمج خدمة “كوبايلوت” (Copilot) للذكاء الاصطناعي في نظام التشغيل “ويندوز”.
ورفع ناديلا، سباق الذكاء الاصطناعي إلى وضع الأولوية داخل الشركة، وكذلك عين مصطفى سليمان، المؤسس المشارك لشركة “ديب مايند”، لإدارة وحدة “مايكروسوفت” للذكاء الاصطناعي للمستهلكين.
أجاب ناديلا عن أسئلة تتعلق برسالة البريد الإلكتروني عندما أدلى بشهادته في المحاكمة الخريف الماضي، وقال: “في ما يتعلق بالبحث على الإنترنت، أردنا أن نطمئن بدرجة أو بأخرى من أننا نستطيع التفكير في الابتكار في مجال البحث باستخدام نماذج لغوية كبيرة مثل تلك التي طورتها شركة OpenAI”، لكنه أضاف لاحقاً أن “ذلك الاستثمار لم يتحقق مع تركيزنا الضيق على مجال البحث فقط”.
رفضت مايكروسوفت، وجوجل إتاحة رسالة البريد الإلكتروني، عندما طلب الصحافيون ذلك العام الماضي، على أساس أنها ستكشف عن معلومات تجارية حساسة.
وضغطت وسائل الإعلام من أجل نشرها، فأمر القاضي أميت ميهتا الأسبوع الماضي الشركتين بتوفير نسخة منقحة منها، ذلك أن محتوى الرسالة “يلقي الضوء على دفاع جوجل الخاص بالاستثمارات النسبية لكل من جوجل ومايكروسوفت في مجال البحث على الإنترنت”.
ستقدم جوجل ووزارة العدل مرافعاتهما الختامية في القضية يومي الخميس، والجمعة، ومن المتوقع أن يصدر القاضي ميهتا قراره في وقت لاحق من هذا العام.