الإبراد في صلاة الظهر: رحمة وهداية من النبي صلى الله عليه وسلم
وصفة طبية من السنة النبوية
تعتبر صلاة الظهر إحدى الصلوات الخمس المفروضة على كل مسلم بالغ عاقل، وهي من أركان الإسلام العظيمة. وقد حثنا ديننا الحنيف على أدائها في وقتها المحدد، مع مراعاة بعض الشروط والأحكام التي تضمن صحتها وقبولها. ومن بين هذه الأحكام ما يعرف بـ “الإبراد”، وهو موضوع حديثنا في هذا المقال.
ما هو الإبراد؟
الإبراد في اللغة يعني التبريد والإنتظار قليلاً. وفي الإصطلاح الفقهي، يشير إلى تأخير صلاة الظهر قليلاً في الأيام الحارة الشديدة، وذلك حتى يقل حَرُّ الشمس ويجد المسلمون بعض الظل يستظلون به أثناء ذهابهم إلى المسجد.
أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإبراد:
لقد جاء الأمر بالإبراد في صلاة الظهر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث الشريفة، منها قوله صلى الله عليه وسلم: “إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة؛ فإن شدة الحر من فيح جهنم”. (متفق عليه).
وفي رواية أخرى: “إذا إشتد الحر فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم”. (رواه البخاري ومسلم).
حكمة الإبراد:
للهَدْي النبوي حكمة بالغة في كل أمر، والإبراد ليس استثناءً. فمن حكمة هذا الأمر ما يلي:
- التخفيف على المسلمين: إن شدة الحر تؤثر على صحة الإنسان وقدرته على العبادة، فالإبراد يأتي تخفيفاً على المسلمين، وخاصة كبار السن والمرضى والأطفال، الذين قد يعانون من شدة الحر.
- الحفاظ على صحة المسلم: إن التعرض لأشعة الشمس الحارقة لفترة طويلة قد يؤدي إلى الإصابة بضربة الشمس أو غيرها من الأمراض، فالإبراد يحمي المسلمين من هذه المخاطر.
- الخشوع في الصلاة: عندما يكون الجو معتدلاً، يكون المسلم أكثر تركيزاً وخشوعاً في صلاته، بعيداً عن الإنشغال بالحر الشديد.
- التقرب إلى الله: إن أداء الصلاة في وقتها المحدد وفي أحسن حال، هو من أعظم القربات إلى الله تعالى.
كيفية الإبراد:
لا يوجد وقت محدد للإبراد، وإنما يترك ذلك لتقدير المسلم وحسب شدة الحر. فإذا كان الحر شديداً، يمكن تأخير الصلاة قليلاً حتى يقل الحَرُّ ويجد الناس بعض الظل.
رأي العلماء في الإبراد:
إتفق جمهور العلماء على إستحباب الإبراد في صلاة الظهر في الأيام الحارة الشديدة، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم ولقوة الدليل على ذلك.
الخلاصة:
الإبراد في صلاة الظهر ليس مجرد سنة، بل هو أمرٌ مشروعٌ حثنا عليه النبي صلى الله عليه وسلم. وهو من أعظم مظاهر الرحمة التي جاء بها الإسلام لعباده. فالإبراد يجمع بين التخفيف على العباد والحفاظ على صحتهم والخشوع في العبادة والتقرب إلى الله.وهو وصفة طبية من السنة النبوية .