حرائق الغابات تقترب من فانكوفر: صيف مبكر ومخاطر متزايدة في غرب كندا
مع حلول صيف 2025، تشهد كندا موسم حرائق غابات مبكرًا ومكثفًا بشكل مقلق، ويزداد القلق في مقاطعة بريتيش كولومبيا، حيث تقترب بعض الحرائق من المراكز السكانية الكبرى، بما في ذلك مدينة فانكوفر. على الرغم من أن النشاط الأكبر للحرائق في بريتيش كولومبيا يتركز حاليًا في الشمال الشرقي من المقاطعة، إلا أن التوقعات تُشير إلى موسم صعب، وتُظهر التطورات الأخيرة أن الخطر ليس بعيدًا عن المناطق الحضرية.
يشكل هذا الموسم تحديًا كبيرًا، حيث تشهد البلاد بالفعل إعلانات حالات طوارئ في مقاطعات أخرى مثل ساسكاتشوان ومانيتوبا. في بريتيش كولومبيا، تُشير التقارير إلى وجود عشرات الحرائق النشطة، بعضها خارج عن السيطرة. على الرغم من أن منطقة كوستال فاير سنتر (Coastal Fire Centre) التي تضم فانكوفر والمناطق الأكثر اكتظاظًا بالسكان، تشهد عددًا أقل من الحرائق النشطة مقارنة بالمناطق الداخلية، إلا أن الوضع يظل مدعاة للقلق. وقد شهدت مدينة سكواميش، الواقعة شمال فانكوفر مباشرة، إصدار تحذيرات بالإخلاء وحالة طوارئ محلية بسبب حريق يخرج عن السيطرة، مما يؤكد أن التهديد ليس بعيدًا.
تُعزى هذه البداية الشديدة لموسم الحرائق إلى عدة عوامل متفاقمة. أولاً، استمرار ظروف الجفاف في أجزاء من المقاطعة، خاصة في الشمال الشرقي، والتي تتوقع أن تستمر حتى مع هطول الأمطار العادية أو فوق العادية. ثانيًا، درجات الحرارة المرتفعة التي تشهدها المقاطعة في وقت أبكر من المعتاد. هذه الظروف الجافة والساخنة تهيئ الغابات للاحتراق وتُسرع من انتشار النيران. بالإضافة إلى ذلك، فإن تغير المناخ يُعد عاملًا رئيسيًا، حيث يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط هطول الأمطار، مما يُطيل من موسم الحرائق ويجعلها أكثر شدة وتكرارًا.
تُشير تقارير خدمة حرائق الغابات في بريتيش كولومبيا (BC Wildfire Service) إلى أن الغالبية العظمى من الحرائق النشطة حاليًا في المقاطعة قد نجمت عن ضربات البرق، بينما تُعزى نسبة أقل إلى الأنشطة البشرية. ومع ذلك، فإن الخطر البشري يظل موجودًا، خاصة مع تزايد عدد الزوار للمناطق الطبيعية.
تُطالب السلطات المحلية والمقاطعية السكان بأخذ الأمر على محمل الجد والاستعداد لأي طارئ. يشمل ذلك وضع خطط للإخلاء، وتأمين الممتلكات من المواد القابلة للاشتعال، ومراقبة تحديثات خدمة حرائق الغابات والتحذيرات المحلية باستمرار. ففي عام 2023، شهدت كندا أسوأ موسم حرائق في تاريخها، والعام الحالي يُظهر علامات مقلقة على أنه قد يكون موسمًا آخر يتطلب اليقظة والتأهب القصوى، ليس فقط للمناطق الريفية ولكن للمراكز الحضرية مثل فانكوفر التي أصبحت على مقربة من تهديد النيران.