حاكم الشارقة وعادل إمام وشهادات الدكتوراه.
ذكريات صحفية | كتب : أحمد عمر
مؤسس ورئيس تحرير مجله ماجد الأسبق
خلال إقامتي في دولة الإمارات، التي أكن لها كل تقدير ومحبة، أتيح لي أن ألتقي برموز كانت لهم وما زالت أدوار مهمة في تاريخ بلدهم. من هؤلاء سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات وحاكم الشارقة. سعدت بلقاء سموه بضع مرات، أروي لك ما دار في ثلاث منها. قبل ذلك دعني ألقي مزيداً من الضوء على تاريخ الشيخ سلطان.
كان العلم والمعرفة موضع اهتمامه منذ بداية دراسته. تعلم في الشارقة والكويت ومصر، حيث درس في كلية الزراعة، وكان من زملائه نجما النجوم عادل إمام وصلاح السعدني. تولى حكم الشارقة عام ١٩٧٢، وعمره ٣٢ عاماً. رغم مسؤولياته الكبيرة كحاكم للشارقة، فإن اهتمامه بالعلم والثقافة لم يتوقف، بل ازداد. خلال السنوات الماضية حصل على العديد من شهادات الدكتوراه الفخرية، أذكر منها شهادات من كوريا الجنوبية، جامعة القاهرة، الجامعة الأمريكية بالقاهرة، جامعة السودان، ومن ألمانيا وكندا وماليزيا وروسيا وغيرها.
أعود لأروي جانباً من لقاءاتي مع الشيخ سلطان، التي أعتز بها كثيراً. بعد تولي سموه حكم الشارقة بعام واحد طلبت موعداً للقاء سموه لإجراء مقابلة صحفية لجريدة الاتحاد. جاء الرد من الديوان الأميري بالشارقة بتحديد الموعد، بخمسة عشرة دقيقة. نظراً لانشغال سموه.
في الموعد كنت أجلس مع الشيخ سلطان، يتحدث معي ويجيب عن أسئلتي بكل بساطة. كنت أخشى أن تمر الدقائق المخصصة لي دون الحصول على إجابات للأسئلة التي أنشرها على صفحات جريدة الاتحاد. كان يجيب عن كل سؤال إجابة وافية. انتهي الوقت المخصص لي، ولم أنته من أسئلتي. بادرت بالاعتذار لسموه، لأني أطلت واستنفذت الدقائق المخصصة لي. ابتسم وأعطاني الفرصة لأسأل كما أشاء.
تصوروا.. الحديث دام لأكثر من ساعتين. انتهت أسئلتي لكن الحديث استمر ليشمل الثقافة العامة والأدباء والمفكرين الذين تأثر بهم. بل إنه وصل إلى الحديث عن حديقة وشجرة الرولة في الشارقة التي تعتبر متنزها عاما للجميع. رغم مرور سنوات طويلة على هذا اللقاء، فإني أتذكر تفاصيل ما دار فيه، وأعتز بها.
زيارة خاصة لبطل المجلة
اللقاء الثاني مع سمو حاكم الشارقة، كان في جريدة الاتحاد بأبو ظبي، بعد إصدار مجلة ماجد بشهور قليلة، وبعد أن قفز توزيعها إلى أرقام قياسية داخل الإمارات وفي كل الدول العربية.
كانت جريدة الاتحاد تصدر من مبنى مؤقت أمام نادي الجزيرة بأبو ظبي. وكانت مجلة ماجد تشغل مساحة محدودة من المبنى. تلقينا من الديوان الأميري بالشارقة ما يفيد بأن الشيخ سلطان حاكم الشارقة سوف يزور مبنى جريدة الاتحاد. سعدنا بذلك، في الوقت المحدد وصل الشيخ سلطان، وكان في انتظاره خالد محمد أحمد رئيس مؤسسة الاتحاد للصحافة ومصطفى شردي، مؤسس جريدة الاتحاد، ونخبة من العاملين.
رحبوا ترحيباً حاراً بالشيخ سلطان الذي يحظى بمحبة واحترام الجميع.عند دخول الشيخ سلطان مبنى المؤسسة قال: جئت خصيصاً لزيارة ماجد، لأني سعيد جداً بهذه المجلة التي حققت نجاحاً كبيراً في مجال تربية الطفل وتنمية ثقافته. هذه الزيارة لا تنسى.
شهادة تقدير من دائرة الثقافة
اللقاء الثالث الذي اخترته من لقاءات الشيخ سلطان القاسمي، كان في الشارقة. كان الاحتفال مخصصاً لتكريم عدد ممن أسهموا في مجال ثقافة الأطفال، وقدموا أعمالاً جديرة بالتكريم.
في هذا الاحتفال سلمني سموه شهادة تقدير من الدائرة الثقافية بالشارقة. بعد تسلمي الشهادة، ظل سموه يحدثني عن المسؤولية تجاه ثقافة الأطفال وضرورة إعطائها كل الاهتمام. لقاء لا أنساه وما زلت أتذكر نصائح سموه الغالية.
بيانات النزيل سرية جدا!
نواصل حديث الذكريات. سافرت إلى باريس بدعوة من إحدى شركات الطيران، على أن تكون الإقامة في أحد فنادقها الشهيرة. تعودت في مثل هذه الزيارات أن ترافقني زوجتي على أن أتحمل نفقات السفر والإقامة. قررت أن تلحق بي زوجتي في اليوم التالي في الفندق الذي سأقيم به. وصلت باريس وبقيت في الغرفة طوال الليل. وصلت زوجتي إلى باريس صباح اليوم التالي، وتوجهت إلى الفندق الذي أقيم به. كل شيء تم ببساطة ويسر. توجهت إلى استقبال الفندق وعرفتهم بنفسها، وطلبت أن يأخذوا حقيبتها إلى الغرفة التي أقيم بها.
اعتذر موظف الاستقبال عن تلبية طلبها، أو إعطائها أية بيانات عني. قال إن بيانات النزلاء سرية للغاية. النزيل وحده هو من يفصح عنها. ما الحل بالنسبة لزوجتي؟! متأكدة أنني في نفس الفندق ومع ذلك لا تستطيع الوصول إليّ. لم تجد حلاً سوى الجلوس في مواجهة المصعد، متوقعة أن أغادر الغرفة في أي وقت. وأستخدم المصعد في النزول. وهذا ما حدث. تقابلنا أمام باب المصعد، وسمحت بإرسال حقيبتها إلى غرفتي، وبقيت ذكريات الساعات التي ظلت فيها تنتظرني أمام المصعد!