هجوم الجهاز المناعي على بصيلات الشعر: تفاصيل الثعلبة البقعية (Alopecia Areata) وأشكالها السريرية
تُعد الثعلبة البقعية (Alopecia Areata) من أبرز الأمراض الجلدية التي تُسبب تساقط الشعر، ولكنها في جوهرها مرض مناعي ذاتي. فبدلاً من أن يحمي الجسم نفسه، يرتكب الجهاز المناعي خطأً مُدمراً، حيث يشن هجوماً مُباشراً على بصيلات الشعر الصحية، مُعتبراً إياها جسماً غريباً. هذا الهجوم يُعطّل دورة نمو الشعر الطبيعية، مما يُؤدي إلى تساقطه.
1. الثعلبة البقعية: آلية الهجوم المناعي
السبب الجذري للثعلبة البقعية غير مفهوم بالكامل، لكن العلم يُشير بوضوح إلى تدخل الجهاز المناعي:
- خلايا التائية المُتسللة: تتجمع أنواع مُعينة من الخلايا المناعية، خاصة الخلايا التائية (T-cells)، حول الجزء السفلي من بصيلة الشعر (البصلة) حيث يبدأ النمو.
- إحداث الالتهاب: تُطلق هذه الخلايا مواد كيميائية تُسبب التهاباً حول البصيلة. ورغم أن البصيلة لا يتم تدميرها بالكامل (ولهذا لا تحدث ندبات)، إلا أن الالتهاب يوقف إنتاج الشعر فجأة، مما يُؤدي إلى دخوله مرحلة السكون المُبكر والتساقط.
- الوراثة والمُحفزات: غالباً ما تلعب العوامل الوراثية والجينية دوراً، كما يُعتقد أن التوتر الشديد أو العدوى الفيروسية يُمكن أن تكون مُحفزات لبدء الهجوم المناعي لدى الأشخاص المُهئين وراثياً.
2. الأعراض السريرية والأشكال المُختلفة للمرض
تتميز الثعلبة البقعية بكونها غير مُعدية ولا تُسبب ندبات، وتظهر الأعراض الرئيسية كالتالي:
كما تتطور الثعلبة البقعية إلى أشكال أكثر شمولاً في بعض الحالات:
- الثعلبة الكاملة (Alopecia Totalis): فقدان جميع الشعر من فروة الرأس بالكامل.
- الثعلبة الشاملة (Alopecia Universalis): فقدان جميع الشعر من فروة الرأس وكامل الجسم (بما في ذلك الحواجب والرموش وشعر الجسم).
