“وهم السمرة الخادع”: تحذيرات طبية مُلحّة من بخاخات تسمير الأنف “التان” وخطر ارتباطها المتزايد بسرطان الجلد – تنبيه هام للمستهلكين في الجيزة ومصر والعالم
تنتشر في الآونة الأخيرة، خاصة عبر منصات التواصل الاجتماعي في الجيزة ومصر والعالم، بدعة خطيرة تحت مسمى “بخاخات تسمير الأنف” أو “التان الأنفي”، التي تعد بمظهر برونزي جذاب دون الحاجة إلى التعرض لأشعة الشمس الضارة أو استخدام مستحضرات التجميل التقليدية. إلا أن هذه المنتجات المضللة تحمل في طياتها مخاطر صحية جسيمة، وتدق ناقوس الخطر بشأن ارتباطها المحتمل والمتزايد بسرطان الجلد، بالإضافة إلى آثار جانبية أخرى تهدد سلامة المستخدمين. تحذر الهيئات الطبية والتنظيمية بشدة من استخدام هذه البخاخات غير الخاضعة للرقابة، والتي غالبًا ما تحتوي على مواد كيميائية خطيرة وغير معتمدة، وتدعو إلى توخي الحذر الشديد وتجنبها بشكل قاطع لحماية الصحة العامة. في هذه المقالة المفصلة، نستعرض التحذيرات الطبية الصادرة بشأن بخاخات تسمير الأنف، ونوضح كيف تعمل هذه المنتجات المشبوهة، ونفصل المخاطر الصحية المحتملة المرتبطة بها، مع التركيز بشكل خاص على ارتباطها المتزايد بسرطان الجلد، ونقدم بدائل آمنة وموثوقة للحصول على سمرة طبيعية وصحية في الجيزة ومصر.
بخاخات تسمير الأنف “التان”.. آلية عمل مشبوهة ومكونات غير معروفة:
تُسوق بخاخات تسمير الأنف على أنها طريقة سهلة وسريعة للحصول على بشرة سمراء عن طريق رشها داخل فتحتي الأنف. تدعي هذه المنتجات أنها تحتوي على مواد كيميائية تحفز إنتاج الميلانين، الصبغة المسؤولة عن لون الجلد، وبالتالي تحقيق سمرة طبيعية تدوم لفترة أطول.
إلا أن الحقيقة المرة هي أن معظم هذه البخاخات غير مرخصة وغير خاضعة للرقابة من قبل الهيئات الصحية المعتمدة. غالبًا ما تحتوي على مواد كيميائية غير معروفة أو مواد مثل ميلانوتان 2 (Melanotan II)، وهو هرمون اصطناعي يحفز إنتاج الميلانين بشكل غير طبيعي. استخدام الميلانوتان 2 محظور وغير قانوني في العديد من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا، نظرًا لمخاطره الصحية المحتملة.
عند رش هذه المواد الكيميائية داخل الأنف، فإنها تُمتص مباشرة إلى مجرى الدم عبر الغشاء المخاطي الرقيق المبطن للأنف، مما يزيد من سرعة تأثيرها ويزيد أيضًا من خطر الآثار الجانبية الجهازية.
تحذيرات طبية مُلحة وارتباط متزايد بسرطان الجلد:
أصدرت العديد من الهيئات الطبية ومنظمات مكافحة السرطان تحذيرات شديدة اللهجة بشأن استخدام بخاخات تسمير الأنف، وذلك بسبب المخاطر الصحية المتعددة المرتبطة بها، وعلى رأسها خطر الإصابة بسرطان الجلد:
-
احتمالية زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد (الميلانوما): تشير الدراسات والتقارير الطبية المتزايدة إلى وجود صلة محتملة بين استخدام بخاخات تسمير الأنف التي تحتوي على الميلانوتان 2 وزيادة خطر الإصابة بالميلانوما، وهو النوع الأكثر فتكًا من سرطان الجلد. يعتقد الأطباء أن التحفيز غير الطبيعي للخلايا الصبغية (الخلايا الميلانية) بواسطة الميلانوتان 2 قد يزيد من خطر تحولها إلى خلايا سرطانية.
-
تغيرات في الشامات وظهور شامات جديدة: أفاد بعض مستخدمي بخاخات تسمير الأنف بظهور شامات جديدة أو تغير في حجم وشكل ولون الشامات الموجودة لديهم. هذه التغيرات في الشامات تعتبر من العلامات التحذيرية المحتملة لسرطان الجلد ويجب فحصها فورًا من قبل طبيب متخصص في الأمراض الجلدية.
-
زيادة الحساسية لأشعة الشمس: على عكس ما قد يُروج له، فإن استخدام بخاخات تسمير الأنف التي تحتوي على الميلانوتان 2 لا يحمي البشرة من أضرار أشعة الشمس فوق البنفسجية. بل على العكس، قد يزيد من حساسية الجلد لأشعة الشمس، مما يزيد من خطر الإصابة بحروق الشمس وتلف الجلد على المدى الطويل، وبالتالي يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.
-
مخاطر صحية أخرى محتملة: بالإضافة إلى خطر الإصابة بسرطان الجلد، يرتبط استخدام بخاخات تسمير الأنف بمجموعة من الآثار الجانبية الأخرى التي تم الإبلاغ عنها، بما في ذلك:
- الغثيان والقيء والإسهال وآلام البطن.
- احمرار الوجه وتوهجه.
- فقدان الشهية.
- زيادة نمو الشامات والنمش.
- تغير لون الجلد والأظافر بشكل غير طبيعي.
- صداع ودوار.
- ارتفاع ضغط الدم.
- تفاعلات تحسسية.
- آثار غير معروفة على المدى الطويل نظرًا لعدم وجود دراسات كافية حول سلامة هذه المنتجات.
- تهيج الجهاز التنفسي نتيجة استنشاق الرذاذ.
غياب الرقابة والمكونات غير المعلنة.. خطر مضاعف:
نظرًا لأن معظم بخاخات تسمير الأنف تُباع عبر الإنترنت ومن خلال قنوات غير رسمية، فإنها غالبًا ما تفتقر إلى أي رقابة من الهيئات الصحية والتنظيمية. هذا يعني أنه لا يوجد ضمان لجودة هذه المنتجات أو سلامتها أو حتى دقة المكونات المعلنة عليها. قد تحتوي على مواد كيميائية ضارة أو ملوثات غير معلنة تزيد من خطر الآثار الجانبية والمضاعفات الصحية.
بدائل آمنة وموثوقة للحصول على سمرة طبيعية وصحية:
لحسن الحظ، هناك العديد من البدائل الآمنة والموثوقة للحصول على سمرة طبيعية وصحية دون تعريض صحتك للخطر:
-
مستحضرات التسمير الذاتي (Self-Tanners): تعتبر اللوشن والكريمات والبخاخات التي تحتوي على مادة ثنائي هيدروكسي أسيتون (DHA) خيارًا آمنًا ومعتمدًا من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) للاستخدام الخارجي. تتفاعل مادة DHA مع الطبقة الخارجية من الجلد لإنتاج لون أسمر مؤقت يزول تدريجيًا. يجب استخدام هذه المنتجات وفقًا للتعليمات وتجنب ملامستها للعينين والفم والأنف.
-
البخاخات الاحترافية للتسمير (Spray Tans): يتم تطبيقها في صالونات التجميل المتخصصة بواسطة فنيين مدربين باستخدام معدات آمنة ومواد معتمدة.
-
مستحضرات التجميل البرونزية (Bronzers): توفر لونًا أسمرًا فوريًا يمكن غسله بسهولة.
-
التعرض المعتدل والمسؤول لأشعة الشمس: إذا كنت ترغب في الحصول على سمرة طبيعية من الشمس، فمن الضروري القيام بذلك بشكل معتدل ومسؤول باستخدام واقي الشمس المناسب وارتداء ملابس واقية وتجنب التعرض لأشعة الشمس في أوقات الذروة. تذكر أن أي قدر من التعرض للأشعة فوق البنفسجية يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد وتلف الجلد على المدى الطويل.
رسالة هامة للمستهلكين في الجيزة ومصر والعالم:
يجب على المستهلكين في الجيزة ومصر والعالم توخي الحذر الشديد وتجنب استخدام بخاخات تسمير الأنف “التان” وجميع المنتجات المماثلة التي يتم الترويج لها عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. لا تنخدعوا بالوعود الكاذبة بالسمرة السريعة والآمنة. صحتكم وسلامتكم أهم من أي مظهر تجميلي مؤقت. استخدموا فقط المنتجات المعتمدة والآمنة، وفي حال الشك، استشيروا دائمًا طبيبًا متخصصًا في الأمراض الجلدية للحصول على المشورة والتوجيه الصحيح.
الخلاصة:
تحمل بخاخات تسمير الأنف “التان” مخاطر صحية جدية، وعلى رأسها خطر الارتباط بسرطان الجلد، بالإضافة إلى آثار جانبية أخرى محتملة. نظرًا لغياب الرقابة واحتمالية احتوائها على مواد كيميائية خطيرة وغير معلنة مثل الميلانوتان 2، فإن استخدام هذه المنتجات يشكل تهديدًا حقيقيًا للصحة العامة. يجب على المستهلكين في الجيزة ومصر والعالم الامتناع عن استخدام هذه البخاخات واللجوء إلى بدائل آمنة وموثوقة للحصول على سمرة طبيعية وصحية. صحتكم هي أغلى ما تملكون، فلا تضعوها في خطر من أجل وهم السمرة الخادع