بذل النخاع العظمي.. نافذة دقيقة لفهم أسرار الدم.
يُعد بذل النخاع العظمي من الإجراءات الطبية الدقيقة والمهمة التي تُستخدم لتشخيص عدد من الأمراض المرتبطة بالدم والمناعة.
ما هو النخاع العظمي؟
نخاع العظم هو نسيج إسفنجي لين يوجد داخل العظام، خاصة في عظام الحوض والضلوع وعظام الفخذ. يُعد النخاع العظمي عنصرًا أساسيًا في الجهاز المناعي والدموي للإنسان.
حيث يقوم بإنتاج خلايا الدم الثلاثة الرئيسية: كريات الدم الحمراء التي تنقل الأكسجين، وكريات الدم البيضاء التي تحارب العدوى، والصفائح الدموية التي تساعد على التجلط ووقف النزيف. يلعب النخاع العظمي دورًا حيويًا في الحفاظ على توازن الجسم ومناعته.
كما يُستخدم في علاج أمراض خطيرة مثل اللوكيميا والأنيميا aplastic عن طريق زراعة نخاع العظم من متبرعين أصحاء. وتبرز أهمية النخاع في كونه المصنع الأول للحياة داخل أجسامنا من خلال تجديد الدم بشكل مستمر.
في إجراء بذل النخاع، يقوم الطبيب بأخذ عينة صغيرة من النخاع باستخدام إبرة خاصة، غالبًا من عظم الحوض الخلفي. يُجرى هذا الإجراء تحت تخدير موضعي لتقليل الألم، وقد يشعر المريض ببعض الضغط أو الانزعاج المؤقت أثناء العملية.
فيمَ يفيد بذل النخاع العظمي؟
يُستخدم هذا الفحص لتشخيص أمراض مثل سرطان الدم (اللوكيميا)، فقر الدم غير المفسر، بعض أنواع العدوى المزمنة، واضطرابات نخاع العظم مثل التليُّف النقوي. كما يُستخدم لتقييم استجابة الجسم للعلاج الكيميائي أو متابعة حالة زرع نخاع سابق.
الطاقم الطبي المؤهل:
يُجري هذا الإجراء عادةً طبيب متخصص في أمراض الدم أو الأورام، ويعاونه طاقم تمريضي مدرّب. ويُراعى دائمًا ضمان التعقيم الكامل والدقة العالية لتفادي أي مضاعفات.
بذل النخاع ليس مجرد إجراء طبي، بل هو أداة تشخيصية حاسمة تُمكّن الأطباء من رؤية ما يحدث داخل “مصنع الدم” الحقيقي في الجسم، مما يساعد في اختيار العلاج الأنسب للمريض في الوقت المناسب.