المناعة والسرطان.. بقلم: د. أحمد حامد رشاد

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

المناعة والسرطان .. بقلم : د. أحمد حامد رشاد 

هل مناعتي كويسة ؟ هل أحتاج علاجًا لتقوية جهاز المناعة؟ هل يوجد علاج أساسًا لتقوية المناعة؟

أسئلة متكررة على لسان مرضى السرطان وذويهم، ولكن هل فعلًا توجد علاقة بين الأورام والمناعة؟!!.. ومن أجل الإجابة عن هذا السؤال يجب الرجوع لكيف يعمل جهاز المناعة وكيفية حدوث الأورام.

الجهاز المناعي بالجسم هو مجموعة كبيرة جدًا من الخلايا تلعب فيها خلايا الدم البيضاء بأنواعها دورًا رئيسيًا ويساعدها باقي خلايا الجسم.. فبمجرد دخول جسم غريب للجسم يبدأ هذا الجهاز في دراسة صفات هذا الجسم ونقاط قوته وضعفه، ويبدأ بعدها فى إنتاج السلاح المثالي والمناسب للقضاء عليه، «وتسمى الأجسام المضادة»، وبمجرد تكوين الأجسام المضادة، «تأخذ عادة بين ٥ و١٤ يومًا»، تعتبر الحرب قد انتهت لصالح جهاز المناعة.

خلايا السرطان هي خلايا جسم طبيعية؛ فى وقت سابق تعرضت لطفرات جينية أدت إلى تشويهها شكلًا ومضمونًا، وبالتالى أصبحت جسمًا غریبًا، ووجب على المناعة مهاجمتها.

أنا وأنت تحدث لنا هذه الطفرات يوميًا، وتتحول خلية أو أكثر في جسمنا إلى بذرة خلية سرطانية، الفارق الوحيد بين المريض والمصح فى هذه الحالة، هو قدرة مناعة الأخير على اكتشاف هذه الخلايا مبكرًا وإصلاحها أو تدميرها إذا لزم الأمر.

اكتشفت هذه الظاهرة في عام ١٩٥٧ وسميت «المراقبة المناعية»؛ ثم عام ١٩٧١ اكتشف علماء آخرون أن الخلايا الليمفاوية هي الخلايا المسئولة عن هذه المراقبة.

في منتصف الثمانينيات وبعد اكتشاف فيروس نقص المناعة المكتسب HIV تأكدت العلاقة بين المناعة وحدوث السرطان بعد وجود إصابات كثيرة بالسرطان من المرضى حاملى هذا الفيروس.

بعد ذلك توالت الاكتشافات فى العشرين عامًا الماضية، وأصبحنا نفهم العلاقة بين المناعة والسرطان بشكل أفضل، وكانت هذه الطفرات العلمية النواة لاكتشاف العلاج المناعى فى عام 2013، الذي غيّر مجرى علاج الأورام، ويتوقع أن يكون جزءًا مهمًا من علاج قد يكون نهائيًا للأورام.

أخيرًا، وجب التوضيح أن الإصابة بالسرطان لا تعني بالضرورة ضعف المناعة، ولكن قد يكون السبب هو فرط ذكاء المرض نفسه وقدرته على خداع جهاز المناعة.

وتحسين المناعة عن طريق الغذاء الصحي والرياضة، والابتعاد عن التدخين والكحول قد يكون أفضل الطرق للوقاية من السرطان.