العلاقة بين الوراثة والذكاء : هل يرث الأطفال ذكاءهم من الأم أم الأب

مقالات

استمع الي المقالة
0:00

العلاقة بين الوراثة والذكاء .. هل ذكاء الطفل وراثي؟.. دراسة جديدة تكشف عن دور الأم والأب في نقل القدرات العقلية
لطالما كان موضوع وراثة الذكاء محط إهتمام العلماء والباحثين، حيث يسعى الجميع لفهم العوامل التي تحدد مستوى ذكاء الأبناء. وقد أثارت دراسات حديثة جدلاً واسعاً حول ما إذا كان الذكاء ينتقل بشكل رئيسي من الأم أم الأب.

الدراسات السابقة والنتائج المتضاربة

في الماضي، كانت هناك إعتقادات سائدة بأن الذكاء يورث بشكل أساسي من الأم، وذلك بسبب وجود جينات الذكاء على الكروموسوم X، الذي يرثه الأبناء من أمهاتهم.

ومع ذلك، أظهرت دراسات أخرى أن الأباء يلعبون دوراً هاماً في نقل الصفات الوراثية المتعلقة بالذكاء، وأن العوامل البيئية والتربوية لها تأثير كبير على تنمية القدرات العقلية للأطفال.

أظهرت دراسة بريطانية حديثة بأن جينات الأم هي التي تحدد مقدار فطنة الطفل أكثر من الأب، حيث أوضح الباحثون في جامعة غلاسكو أن النساء أكثر إحتمالًا لنقل جينات الذكاء لأطفالهن نظرًا لحملهن كروموسوم “X” مرتين، في حين أن الرجال يحملون نسخة واحدة فقط.

الدراسة الحديثة وتفاصيلها

أجرت جامعة غلاسكو دراسة حديثة لفهم كيفية إنتقال الذكاء وراثياً.

أكدت الدراسة أن النساء أكثر ترجيحاً لنقل جينات الذكاء لأطفالهن بسبب الكروموسوم X.

أخذ الباحثون خلال إجراء الدراسة عوامل عدة قد تؤثر في معدل الذكاء أيضاً، بعضها بيئية مثل التعليم والوضع الإجتماعي والإقتصادي.

أكدت التجربة، أن أفضل مؤشر يدل على ذكاء هؤلاء الأطفال جاء من الأم.

دور العوامل البيئية والتربوية

بغض النظر عن الجينات الوراثية، تلعب العوامل البيئية والتربوية دوراً حاسماً في تنمية ذكاء الأطفال.

التغذية السليمة، والتحفيز الذهني، والتعليم الجيد، والبيئة المحيطة، كلها عوامل تؤثر بشكل كبير على القدرات العقلية للأطفال.

العلاقة المتينة بين الأم والطفل ترتبط إرتباطا وثيقا بالذكاء. فقد وجد الباحثون بجامعة واشنطن الأميركية أن الإرتباط العاطفي المتين بين الأم والطفل حاسم لنمو بعض أجزاء من الدماغ.

الخلاصة

في النهاية يجب أن نعرف العلاقة بين الوراثة والذكاء .. على الرغم من أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن الأمهات قد يكون لهن دور أكبر في نقل جينات الذكاء، إلا أن الأباء يساهمون أيضاً في هذه العملية.

الذكاء ليس مجرد مسألة جينات فحسب، إذ تشير الأبحاث إلى أن ما بين 40% و60% فقط من الذكاء يمكن أن يكون وراثيًا، بينما تعتمد النسبة المتبقية على العوامل المكتسبة مثل البيئة والتربية.

يجب على الآباء والأمهات توفير بيئة محفزة وداعمة لأطفالهم، وتشجيعهم على التعلم والإستكشاف، لضمان تنمية قدراتهم العقلية بشكل كامل .