الذكاء الإصطناعي من مايكروسوفت يتخطى حدود الخيال العلمي.. أعرف الحكاية.
الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا مهمًا في تنبؤ وفهم الظواهر الطبيعية، حيث يمكنه تحليل البيانات الضخمة وتطبيق النماذج الرياضية المعقدة لتوقع الأحداث الطبيعية مثل الزلازل والأعاصير والفيضانات. بفضل قدرته على معالجة البيانات بسرعة هائلة واستخدام تقنيات التعلم الآلي، يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين دقة التنبؤ بتلك الظواهر وزيادة الوقت المتاح للتحضير والاستجابة لها.
علاوة على ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي استخدام البيانات المتاحة من مصادر متعددة مثل أقمار الاصطناع ومحطات الرصد والمستشعرات الجوية لتوليد تحليلات دقيقة وتوقعات فعّالة. بذلك، يساهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز القدرة على التنبؤ بالظواهر الطبيعية وبالتالي تحسين الاستعداد والتخطيط لمواجهتها والحد من تأثيرها السلبي على البشرية والبيئة.
سجلت شركة “مايكروسوفت” براءة اختراع لتقنية “ذكاء اصطناعي” جديدة، يمكنها تحليل ومعرفة طبيعة الأصوات المختلفة، سواء كانت تقليدية مثل بكاء الأطفال أو خرير الماء، بالإضافة إلى حالات الطوارئ، وقد تتنبأ بالظواهر الطبيعية.
وبحسب براءة الاختراع، فإن التقنية التي تحمل اسم Performant Sound Recognition AI، تعتمد على رصْد الأصوات وتقسيمها إلى أجزاء صغيرة، بحيث يتم استخدام نموذج تعليم الآلة Machine Learning، مدرَّب على كم ضخم من الأصوات ليتم تحليل أقسام الأصوات الملتقطة، وتخمين طبيعة كل منها.
وبعد ذلك، يتم وضع جميع الأصوات وأقسامها المختلفة في إطارها الزمني الذي حدثت خلاله، وبالتالي يتكون لدى النظام الجديد خريطة للأصوات بدلالاتها وتوقيت حدوثها.
لقطة من براءة اختراع تقنية مايكروسوفت الجديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي لفهم دلالات الأصوات والتنبؤ بما سيحدث – USPTO
لقطة من براءة اختراع تقنية مايكروسوفت الجديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي لفهم دلالات الأصوات والتنبؤ بما سيحدث – USPTO
تطبيقات عديدة
ولدى التقنية الجديدة تطبيقات عديدة في الواقع العملي، إذ يمكن الاعتماد عليها في أنظمة الإنذار بالمنازل، بحيث يتم استخدامها لتحليل البيانات الصوتية التي تلتقطها المستشعرات، وبالتالي رصد أي محاولات لاقتحامها، وكذلك معرفة ما إذا كان هناك حريق.
ويمكن استخدام التقنية كذلك لتقديم رعاية الأطفال عن بُعد، وذلك من خلال تدريب النظام على قاعدة بيانات متعلقة بأنواع بكاء الأطفال المختلفة، وبالتالي يحدد النظام بشكل واضح سبب بكاء الطفل، سواء الجوع أو المرض أو غيرهما.
وستكون الرعاية الطبية أيضاً من التطبيقات الواعدة لتقنية “مايكروسوفت” الجديدة، إذ ستسمح ببناء أنظمة رعاية عالية الدقة تعتمد على استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل جميع البيانات والأصوات الصادرة عن المريض، سواء كانت أنفاسه أو نبض قلبه وحتى صوت المريض نفسه عند التحدث، لرصد العلامات الأولية لأي تطورات حيوية، ما يسهم في تقديم الرعاية اللازمة بشكل مبكر للتعامل مع أي طارئ.
ومن أهم التطبيقات التي ركزت عليها ورقة براءة الاختراع، التنبيه بحدوث الظواهر الطبيعية قبل وقوعها بوقت كافٍ، إذ يمكن تضمين نظام يقدم هذه الآلية في الهواتف الذكية والحواسيب الشخصية، بحيث يمكن استخدام ميكروفونات هذه الأجهزة لرصد الأصوات المحيطة بمستخدمها، وبالتالي تطلق تنبيهات في الوقت المناسب، ما يتيح له الفرصة للاحتماء في مكان آمن.
يُذكر أن تلك التقنية، إذا تم تطبيقها على أرض الواقع، من شأنها تحسين قدرات مساعد مايكروسوفت الذكي Copilot، والذي أصبح الركيزة الأساسية لخدمات وأدوات الشركة للذكاء الاصطناعي على الهواتف الذكية والحواسيب الشخصية.