أبل تعتمد على باحثي جوجل في تطوير نظامها للذكاء الإصطناعي.
تطور الذكاء الاصطناعي هو مجال يشهد تطوراً مستمراً وسريعاً. بدأت فكرة الذكاء الاصطناعي في النمو في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، ومنذ ذلك الحين شهدت تقنيات الذكاء الاصطناعي تطوراً هائلاً.
في السنوات الأخيرة، ازدادت استخدامات الذكاء الاصطناعي وتعمقت في مجالات متنوعة مثل التعلم الآلي، ومعالجة اللغة الطبيعية، ورؤية الحاسوب، والروبوتيات، والطب، والتسويق، والنقل، وغيرها الكثير.
يُتوقع أن يستمر تطور الذكاء الاصطناعي في المستقبل، حيث يعتبر مجالاً مثيراً للابتكار والاستثمار، ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على حياة البشر والاقتصادات العالمية في العقود القادمة.
أسست شركة أبل فريقاً متخصصاً في تقنيات الذكاء الاصطناعي، اعتماداً على استقطاب ما يزيد عن 35 باحثاً ومتخصصاً من شركة جوجل، على مدار الأعوام الماضية.
الفريق المتخصص في تقنيات الشبكات العصبية، وتطوير النماذج الذكية لفهم الصور والنصوص مقره مدينة زيورخ السويسرية، واهتمت شركة أبل، بتكوينه وتطويره منذ 2018، بحسب تقرير نشرته صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية.
وأشار التقرير إلى أن موظفي أبل في العاصمة السويسرية، متخصصون في التقنيات التي تقف وراء تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي، سواء من تقنيات متطورة لتحليل تلك النماذج للصور أو إدراكها للمحتوى النصي، مما يُمكنها من تقديم إجابات وردود على تساؤلات المستخدمين.
من جانبه، أوضح البروفيسور لوك فان جوول الأستاذ بجامعة ETH Zurich السويسرية، أن أبل أسست فريق يُعرف باسم Vision Lab في زيورخ، عن طريق صفقتيّ استحواذ على شركتين ناشئتين هناك، وهما FaceShift المتخصصة في تقنيات الواقع الافتراضي، والأخرى Fashwell المتخصصة في تقنيات التعرف على الصور.
فريق سري ضخم
فحص فريق الصحيفة مئات الحسابات من موظفي أبل المتاحة على منصة المهنيين لينكد إن، واكتشف من خلالها أن فرق أبل في زيورخ موزعة بين منطقتين لم يسمهما، مشيراً إلى أن قاطني إحدى المناطق المحيطة بمكتب أبل في إحدى المنطقتين لم يكونوا على علم بوجود مكتب للشركة بجوارهم.
ومنذ 2018، بالتزامن مع انضمام جون جياناندريا، مدير قطاع الذكاء الاصطناعي Google Brain في جوجل، إلى صفوف أبل ليرأس جهودها في سوق الذكاء الاصطناعي، توسعت الشركة في استهداف موظفين وباحثين من جوجل، مثل سامي بينجيو، مدير أبحاث الذكاء الاصطناعي وتعليم الآلة بأبل، والذي كان أحد كبار الباحثين في جوجل.
كما ضمت أبل، ريومينج بانج المسؤول السابق عن أبحاث التعرف على الكلام المنطوق Speech Recognition في جوجل، ليتولى فريقها المسؤول عن نماذجها التأسيسية Foundation Models التي تُشغل النماذج اللغوية الضخمة LLMs.
استقالة مدير في أبل.. أجبروه على العمل من مقر الشركة
استقال إياى جوودفيلو، مدير قطاع تعليم الآلة بشركة أبل، بعد عمله 4 سنوات في الشركة الأميركية، وأرجع قراره إلى إصرار الشركة على عودة الموظفين للعمل من مقارها
وكان آيان جوودفيلو، رائداً من رواد تقنيات التعليم العميق Deep Learning في جوجل، من أهم العناصر الرئيسية بفرق أبل للذكاء الاصطناعي، إلا أنه عاد للعمل في جوجل مرة أخرى عام 2022، احتجاجاً على سياسات أبل الإلزامية للعمل من مقارها.
يُذكر أن قائمة باحثي جوجل الذين ضمتهم ابل لصفوف فرقها للذكاء الاصطناعي أضيف إليها 6 أسماء جديدة خلال العامين الماضيين، وردت في ورقة بحثية نُشرت في مارس الماضي، وتتعلق بنموذج ذكاء اصطناعي متعدد الإمكانيات من تطوير ابل، يُعرف باسم MM1، بحيث يمكنهم فهم الصور والنصوص في نفس الوقت.
بجانب استهداف باحثي جوجل، اعتمدت أبل أيضاً على صفقات الاستحواذ والتي ضمت 10 شركات ناشئة متخصصة في تقنيات الذكاء الاصطناعي لدعم جهودها في هذا السوق، ومنهم شركات: Musicmetric، وEmotient وSilk Labs، وPullString، وCamerAI، وFashwell، وSpectral Edge، وInductiv Inc، وVilynx، وAI Music، وWaveOne،، وجميعها ما زال يعمل مؤسسيها بين صفوف العملاق الأميركي حتى الآن.
“آيباد برو” الجديد.. معالج ابل المنتظر M4 ومزايا الذكاء الاصطناعي
كشفت “بلومبرغ” عن منتجات متوقع إطلاقها في مؤتمر أبل “Let Loose”؛ في السابع من مايو، وعلى رأس تلك المنتجات جهاز آيباد برو جديد مزود بمعالج أبل المنتظر M4.
تتنوع تخصصات تلك الشركات في تطوير نماذج ذكية قادرة على إنجاز مهام معقدة، مثل فهم الصور، والفيديوهات، والنصوص، وكذلك إمكانيات فائقة لمعالجة البيانات، بجانب القدرة على البحث عن المعلومات المختلفة، وإنشاء المقاطع الموسيقية.
يُذكر أن ابل تستعد لإطلاق أولى مزايا الذكاء الاصطناعي في أجهزتها بحلول العاشر من يونيو المقبل، عند عقد مؤتمرها السنوي للمطورين WWDC 2024، بجانب وجود توقعات للكشف عن معالجها الجديد لحواسيبها اللوحية والشخصية Apple M4، والذي من المرجح أن يتيح مزايا ذكاء اصطناعي على متن إصدار آيباد برو القادم.